التعليق على تفسير الجلالين : (( والذين اتخذوا من دونه )) أي الأصنام (( أولياء الله حفيظ )) محص ((عليهم )) ليجازيهم (( وما أنت عليهم بوكيل )) تحصل المطلوب منهم فإنما عليك البلاغ . حفظ
الشيخ : (( والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم )) أولا في الإعراب: الذين اتخذوا: مبتدأ، أولياء: مفعول ثاني لاتخذوا لأن التقدير: اتخذوا الأصنام أولياء، الله: مبتدأ (( الله حفيظ عليهم )) وحفيظ: خبره، والجملة من المبتدأ والخير في محل رفع خبر المبتدأ الأول، أين المبتدأ الأول ؟ الذين. فإن قال قائل : المعروف عند النحويين أن الجملة الواقعة خبرا لابد أن تتضمن ضميرا يعود على المبتدأ حتى يعرف اتصالها به، قلنا : هنا حل الظاهر محل الضمير وهو قوله : (( الله حفيظ عليهم )) يعني الذين اتخذوا من دونه أولياء هو حفيظ عليهم يعني الله، ويجوز أن يكون الرابط هو قول : (( عليهم )) أي الضمير، المهم يقول الله عز وجل : (( الذين اتخذوا من دونه أولياء )) اتخذوا من ؟ اتخذوا الأصنام، ولهذا قال المؤلف : " أي الأصنام " وهذا التقدير لبيان المفعول الثاني، كأنه يقول : المفعول الثاني محذوف تقديره الأصنام، أولياء: جمع ولي، أي أنهم يتولون هذه الأصنام يعبدونها يذبحون لها ينذرون لها وهم عن الله غافلون.
" (( الله حفيظ )) محص (( عليهم )) ليجازيهم " تفسير الحفيظ بالمحصي تفسير باللازم، ولكن المراد بالحفيظ أي حافظ أعمالهم رقيب عليهم لا يفوته شيء من أعمالهم، (( الله حفيظ عليهم )) وإذا كان حافظا لهم مراقبا لهم فلابد أن يحصي عليهم أعمالهم ويجازيهم عليها.
" (( وما أنت عليهم بوكيل )) تحصل المطلوب منهم ما عليك إلا البلاغ " وما أنت عليهم الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام، بوكيل أي بحفيظ، فالآية واضحة، كأن الله يقول : أنا الحفيظ عليهم أما أنت فلست بحفيظ، ما الذي على الرسول ؟ إن عليك إلا البلاغ، ليس عليه إلا أن يبلغ، أما أن يهدي أحدا أو يحصي أعمال أحد فهذا ليس إليه إنما هو إلى الله عز وجل حتى إن الله قال له في آل عمران : (( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون )) وما أنت عليهم بوكيل إلى آخره