الكلام على زيارة النساء اللقبور. حفظ
الشيخ : وتكلمنا على زيارة القبور التي ذكرها المؤلف -رحمه الله- ، وبينا أن فيها فائدة عظيمة : وهي تذكير الإنسان الموت أو الآخرة ، وليُعلم أن زيارة القبور لا تحل للنساء ، فلا يجوز للمرأة أن تزور المقبرة ، ( لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ) ، ولأن المرأة ضعيفة لا تتحمل ، فربما تنوح وتبكي وتلطم ، ولأن المقابر في الغالب تكون خالية من الناس ، فيُخشى إذا خرجت المرأة إليها أن يتبعها السفهاء والسُّفل من الناس ويحصل بذلك المحذور والفتنة ، لهذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم زائرات القبور.
أما إذا مرت المرأة بالمقبرة من غير أن تخرج لقصد الزيارة فلا بأس أن تقف وتسلم وتدعو كما يدعو الرجل ، لأن هناك فرقا بين القصد وعدم القصد ، ثم ليُعلم أيضا أن أصحاب القبور مهما بلغوا من العمل الصالح والتقى لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا ، ولا يملكون لغيرهم نفعا ولا ضرا ، ولهذا هم يدعى لهم ولا يدعون ، يدعى لهم كما سبق أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعا لهم ، ولكنهم لا يدعون ، لأنهم لا يفيدون ، وقد قال الله عز وجل : (( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين )) ، وقال تعالى : (( والذين يدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير )) .