شرح حديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أوتروا قبل أن تصبحوا ). رواه مسلم. وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي صلاته بالليل، وهي معترضة بين يديه، فإذا بقي الوتر أيقظها فأوترت. رواه مسلم. وفي رواية له: فإذا بقي الوتر قال: ( قومي فأوتري يا عائشة ). وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بادروا الصبح بالوتر ). رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من خاف أن لا يقوم من آخر الليل؛ فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره، فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل ). رواه مسلم. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب الحث على صلاة الوتر وبيان أنه سنة متأكدة وبيان وقته :
" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أوتروا قبل أن تصبحوا ) رواه مسلم .
وعن عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي صلاته بالليل، وهي معترضة بين يديه، فإذا بقي الوتر أيقظها فأوترت ) رواه مسلم .
وفي رواية له : ( فإذا بقي الوتر قال : قومي فأوتري يا عائشة ) .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بادروا الصبح بالوتر ) رواه أبو داود، والترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من خاف أن لا يقوم من آخر الليل، فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره، فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل ) رواه مسلم "
.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث في بقية ما يتعلق بالوتر ذكرها المؤلف في * رياض الصالحين * : منها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( أوتروا قبل أن تصبحوا ) ، لأن الوتر ينتهي وقته بطلوع الفجر ، فإذا طلع الفجر فلا وتر ، حتى ولو بين أذان الفجر والإقامة لا وتر ، ولكن إذا طلع الفجر والإنسان لم يوتر فإنه يصلي في النهار شِفعًا : إن كان يوتر بثلاث صلى أربعا ، إن كان يوتر بخمس صلى ستا ، إن كان يوتر بسبع صلى ثمانية ، لقول عائشة رضي الله عنها : ( كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا غلبه نوم أو وجع صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ) .
واعلم أن الوتر له صفات :
الصفة الأولى : أن يوتر بواحدة فقط ، وهذا جائز ولا يكره الوتر بها .
الثانية : أن يوتر بثلاث ، وله الخيار : إن شاء سلم من ركعتين ثم أتى بالثالثة ، وإن شاء سردهما سردا بتشهد واحد .
الثالثة : أن يوتر بخمس فيسردها سردًا لا يتشهد إلا في آخرها .
الرابعة : أن يوتر بسبع فيسردها سردًا لا يتشهد إلا في آخرها .
الخامسة : أن يوتر بتسع فيسردها سردًا لكن يتشهد بعد الثامنة ولا يسلم ثم يصلي التاسعة ويسلم .
السادسة : أن يوتر بإحدى عشرة ، فيسلم من كل ركعتين ويوتر بواحدة .
هذه صفة الوتر وقد سبق أنه سنة مؤكدة ، وأن من العلماء من أوجبه ، فلا تضيع الوتر .
ثم إن كنت ترجو أن تستيقظ مِن آخر الليل فاجعل الوتر في آخر الليل ، وإن كنت تخاف ألا تقوم فاجعل الوتر من أول الليل ، لا تنم إلا موترا ، ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبا هريرة أن يوتر قبل أن ينام ، لأن أبا هريرة كان يقرأ أحاديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أول الليل وينام في آخره ، فأمره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يوتر قبل أن ينام .
واعلم أن الوتر سنة في الحضر والسفر ، حتى في السفر لا تتركه ، ومن ذلك : ليلة المزدلفة ، فإن الإنسان إذا صلى العشاء فإنه يصلي المغرب والعشاء جمعًا ثم يوتر ، وإن كان جابر رضي الله عنه لم يذكره في حديثه ، لكن الأصل بقاء ما كان على ما كان ، وأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يدع الوتر حضرًا ولا سفراً ، والله الموفق .