باب فضل الصوم وغيره في العشر الأول من ذي الحجة. حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأبواب الثلاثة التي عقدها النووي في كتابه * رياض الصالحين * في بيان أيام يسن صيامها :
فمنها ، أي مما يسن صيامه : أيام العشر ، عشر ذي الحجة الأول ، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( ما مِن أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام ) يعني أيام العشر ، وقوله : ( العمل الصالح ) : يشمل الصلاة والصدقة والصيام والذكر والتكبير وقراءة القرآن وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الخلق وحسن الجوار وغيرَ ذلك ، كل الأعمال الصالحة ، ( ما من أيام -في السنة- يكون العمل فيها يكون العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ، قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ) : ففي هذا دليل على فضيلة العمل الصالح في أيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة ، من صيام وغيره .
وفيه دليل أيضا على أن الجهاد من أفضل الأعمال ، ولهذا قال الصحابة : ( ولا الجهاد في سبيل الله ) .
وفيها دليل على فضيلة هذه الحال النادرة أن يخرج الإنسان مجاهدا في سبيل الله بنفسه وماله وماله يعني سلاحه ومركوبه ثم يقتل ويؤخذ سلاحه ومركوبه يأخذه العدو ، فهذا فقد نفسه وماله في سبيل الله فهو من أفضل المجاهدين فهذا أفضل من العمل الصالح في أيام العشر ، وإذا وقع هذا العمل في أيام العشر تضاعف فضله .