باب نهي من أكل ثوما أو بصلا أو كراثا أو غيره مما له رائحة كريهة عن دخول المسجد قبل زوال رائحته إلا لضرورة. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى : " باب نهي من اكل ثوما أو بصلا أو كراثا أو غيره مما له رائحة كريهة عن دخول المسجد قبل زوال رائحته إلا لضرورة
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من أكل من هذه الشجرة ) يعني الثوم ( فلا يقربن مسجدنا ) متفق عليه وفي رواية لمسلم ( مساجدنا )
وعن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا ولا يصلين معنا ) متفق عليه
وعن جابر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من اكل ثوما أو بصلا فليعتزل مسجدنا ) متفق عليه
وفي رواية لمسلم ( من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم )
وعن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ( أنه خطب يوم الجمعة فقال في خطبته ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين ما أراهما إلا خبيثتين البصل والثوم لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع فمن أكلهما فليمتهما طبخا ) رواه مسلم "

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الباب الذي ذكره المؤلف رحمه الله في رياض الصالحين هو من الأحكام التي تتعلق بالمساجد وهو نهي من أكل بصلا أو ثوما أو كراثا أو نحوه فلا يقرب لايقرب المسجد ولا يدخل المسجد حتى يذهب ريحه ثم ذكر أحاديث منها:
حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( أنه خطب الناس يوم الجمعة فقال إنكم تأكلون من هاتين الشجرتين البصل والثوم وما أراهما أو وما أراهما إلا خبيثتين ) يعني خبيثتين في الرائحة وأخبر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل أحد وقد أكل منهما أمر به فأخرج إلى البقيع ) والبقيع قريب من المسجد كما هو معروف قريب من المسجد النبوي لكن يبعده إلى البقيع تعزيرا له وإلا فيكفي أن يخرجه من باب المسجد لكن من أجل التعزير كان يخرجه إلى هذا المكان الذي هو بعيد نوعا ما ولكن عمر رضي الله عنه قال من أراد ( من من أكلهما ) يعني من أراد أن يأكلهما ( فليمتهما طبخا ) يعني فليطبخهما فإنه إذا طبخهما راحت الرائحة وحصلت الفائدة
يستفاد من هذا الحديث أن البصل والثوم ليسا حراما يجوز للإنسان أن يأكلهما لكن إذا أكل فلا يدخل المسجد ولا يصلي مع الجماعة ولا يحضر درس علم لأن الملائكة تتأذى منه برائحته الخبيثة
وكذلك قال العلماء من كان به رائحة إصنان أو بخر إصنان في الرأس أو بخر في الفم أو أو رائحة كريهة تكون في الإبطين أو ما أشبه ذلك فإنه لايقرب المسجد حتى يزيل هذه الرائحة لأن العلة واحدة ولتأذي الملائكة بالروائح الكريهة
فإن قال قائل لو أن الإنسان استعمل شيئا تذهب به الرائحة فهل يجوز أن يدخل نقول نعم يجوز أن يدخل إذا أكل ما يذهب الرائحة إذهابا كاملا ولا صار يخرج من المعدة رائحة فلا بأس لأن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما
فإن قال إنسان هل يجوز للإنسان أن يأكلهما لئلا يحضر المسجد قلنا لا هذا حرام لا يجوز للإنسان أن يتوصل إلى إسقاط الفرض بأي سبب كان لكن لو أكلهما لأنه يشتريهما فإننا نقول الأكل مباح ولكن لا تقرب المسجد حتى تزول رائحته والله الموفق