ما هي كيفية تعامل الأستاذ مع مشاكسات الطلاب؟ حفظ
السائل : شيخنا بالنسبة أنا مدرس في التربية فأحيانا يعني قد تكون مشاكسات من بعض الطلاب.
الشيخ : قد تكون هناك ماذا؟
السائل : مشاكسات.
الشيخ : مشاكسات.
السائل : من بعض الطلبة.
الشيخ : نعم.
السائل : طبعا أنا مدرس في التربية الآن فأدرس مرحلة ثانوية وليسوا صغارا يعني أول ثانوي وتوجيهي أحيانا تحدث بعض المشاكسات أو بعض الأخطاء من بعض الطلاب وقد تكون متعمدة ويحتاج فيها الأمر إلى شدة، وهذه الشدة تستدعي استخدام العصا الضرب فما رأيكم بهذا الاستخدام يعني إذا كان يلجأ إليه للضرورة أو لأقصى حد أو حتى حمل العصا لأجل التهديد والتخويف خاصة أن هؤلاء كبار يعني كلهم فوق سن البلوغ ليسوا صغارا كما في المرلحة الابتدائية أو الإلزامية.
الشيخ : الذي أعتقده انطلاقا من الحديث المعروف لدى الجميع ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) فهنا يرد سؤال لقد نص الحديث على ابتداء وقت الضرب من أجل الصلاة بعد أن نص على أنه لا ضرب قبل ذلك الوقت وإنما هناك الأمر ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ) فالبدء بالأمر بالضرب من السنة السابعة عفوا الأمر في الحديث بأمر الطفل بالصلاة وهو ابن سبع، ثم الضرب وهو ابن عشر يحدد المسافة التي يستمر فيها الأمر بالصلاة قبل الضرب لكن ليس في الحديث التصريح بمنتهى وقت الضرب فيه وقت الابتداء ( واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ) متى ينتهي هذا الضرب؟ في اعتقادي الذي أفهمه من أصول الشريعة وقواعدها أنه ينتهي ببلوغ الولد سن التكليف حيث صار سيد نفسه حينذاك ينقطع وقت الضرب الذي بدئ بالسنة العاشرة ولم يبق هناك إلا المتابعة بالنصيحة والتذكير والوعظ وو إلى آخره، إذا كان هذا فمن باب أولى ألا يستعمل الضرب مع غير ولدك وابنك الذي هو من صلبك هذا من الناحية الشرعية ومن الناحية الاجتماعية ما أعتقد أن الضرب يفيد وبخاصة في هذا الزمن الذي سيطرت عليه الأذواق الغربية الكافرة التي لا تؤمن بالله ورسوله وأنت عشت في المدراس هذه النظامية وبالتالي تخرجت من الجامعة.
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام، في ظني أنك تعلم ...
أبو ليلى : في ظني ...
الشيخ : لأن هذا أمر يعني أنت من جهة تصلح ومن جهة بالنسبة الجو ما هو صالح فبدك تتحمل العجز تتحمل خدشرة وما تنغش بقى بالزمن الماضي " ألا ليت الشباب يعود يوما لأريه ما فعل المشيب " المقصود أنت تعلم أن نظام التربية اليوم قائم على لا تربية، لا تربية إسلامية وأن المسؤولين الكبار فيما يسمى بدائرة التربية والتعليم لا هناك تربية ولا هناك تعليم يحصل منه شيء من التربية، فإذا في اعتقادي من الناحية الشرعية من جاوز سن البلوغ أربع عشرة سنة، خمس عشرة سنة إلى آخره فهذا صار أمير نفسه من الناحية الواقعية الأمر أسوأ وأسوأ لأنه لا يسمح في نظام التربية القائمة الآن بأن تؤدب الصغير بالضرب يقول لك هذا رجعية وهذا إلى آخر ما هنالك من ألفاظ قد لا أحفظها، هذا من جهة ومن جهة ثالثة وأخيرة في اعتقادي أنه بأسلوب الشدة سينصب الأستاذ الذي يستعمل الشدة العداوة والبغضاء في صدور أولئك الطلاب وعلى حد تعبيرك المشاكسين ولكن يجب علينا أن نأخذ أدبا من قوله تبارك وتعالى لنبينا عليه السلام (( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )) وإذا كان كما تعلم وأنت القارئ والحافظ إن شاء الله من قوله تعالى لموسى وأخيه (( اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى )) فهؤلاء الذين يستعملون المشاكسة كما قلت ما يفيد فيهم الشدة إطلاقا إن أفاد فيهم شيء يفيدهم هذه الرقة وهذا اللطف والرفق الذي جاء أيضا ذكره في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قصة ذلك اليهودي الذي لوى لسانه بالسلام قائلا السام عليك يا رسول الله فانتفضت من وراء الحجاب فقالت " وعليكم السام واللعنة والغضب إخوة القردة والخنازير " فلما خرج الرجل قال الرسول عليه السلام لعائشة ( ما هذا يا عائشة؟ ) قالت " يا رسول الله ألم تسمع ما قال " كأنها تقول أخذتني الغيرة عليك هو يدعو عليك بالموت قال لها ( ألم تسمعي ما قلت قلت وعليك ) فإن أراد السلام حقيقة فقد قمت بواجبي وإن أراد المعنى الذي تبادر لذهنك فأنا رددته عليه وهذا يعني كأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعني أنه يطبق في هذا الجواب مثل مبدأ قوله تبارك وتعالى (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم )) فمن ضربك كفا جاز لك أن تقابل الكف بكف وليس بكفين لأنك زدت واعتديت ثم قال عليه السلام ( يا عائشة ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما كان العنف في شيء إلا شانه ) ولذلك فأنا أنصح إذا ابتليت بأن تكون معلما لهؤلاء الذين لا يتعلمون العلم للدين ولا يتربون بالتربية الإسلامية فعليك أنت أن تلتزم الأدب الإسلامي في تربية هؤلاء الذين ابتليت بتدريسهم أما استعمال الشدة فلا يشرع شرعا ولا يفيد اجتماعيا عندك شيء تقوله؟
السائل : لا.
الشيخ : هو راح تزود ورجع الرجل.