كلام الشيخ على الداء الذي أصاب الأمة المذكور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ... ) . حفظ
السائل : إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدًا عبدُه ورسُوله
أمّا بعد
فإنّ خير الكلام كلام الله سبحانه وتعالى وخير الهدي هديُ محمّد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النّار في هذا اليوم الطيب إن شاء الله يطل علينا من بركة الله سبحانه وتعالى علينا شيخنا الفاضل ناصر الدين الألباني إن شاء الله لا أطيل فكلنا نعرفه ...نقرأ كتبك كثير في الكويت وأهالي الكويت وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى ومن فضل الله سبحانه وتعالى عليك ونطلب إن شاء الله منه وهو طلب الأولاد إلى والدهم يعني عظة أن يتقوا الله سبحانه وتعالى ... دقائق أو ربع ساعة كما تفضل الشيخ ... ساعة كاملة كما تفضل علينا بعد ذلك يعني أي واحد عنده سؤال أو أي شيء إن شاء الله فضيلة الشيخ يتفضل مشكورا جزاكم الله خير .
الشيخ : إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدًا عبدُه ورسُوله
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ))
أمّا بعد فإنّ خير الكلام كلام الله وخير الهدي هديُ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النّار .
وبعد فقد روى الإمام أبو داود في * سننه * والإمام أحمد في * مسنده * وغيرهما بإسنادين يقوي أحدهما الآخر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) في هذا الحديث الصحيح بيان للعلاج والدواء لهذا الذي حل بالمسلمين من الذل الذي سيطر عليهم أجمعين إلا أفرادا قليلين منهم لا يزالون يتمسكون بالعروة الوثقى لا انفصام لها لقد بين الرسول صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث المرض الذي إذا حل بالمسلمين أذلهم الله ثم وصف لهم الدواء للخلاص من هذا الداء
فقد قال عليه الصلاة والسلام في مطلع هذا الحديث ( إذا تبايعتم بالعينة ) والعينة لا أريد الكلام فيها إلا بإيجاز هو بيع من البيوع الربوية التي ابتلي بها كثير من الناس في العصر الحاضر وهو إنما ذكره الرسول صلوات الله وسلامه عليه على سبيل التمثيل وليس على سبيل التحديد مما يقع فيه المسلمون فيستحقون به وبسببه أن يذلهم الله تبارك وتعالى ذكر بعض الأمثلة في مطلع هذا الحديث أولها بيع العينة .
ثم ثنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك فقال : ( وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع ) وهذا كناية عن تكالب المسلمين على جمع الدنيا وعلى الاهتمام بزخارفها ذلك الذي يصرفهم عن القيام بكثير من الواجبات الشرعية وضرب على ذلك مثلا واحدا أيضا فقال عليه الصلاة والسلام في تمام الحديث : ( وتركتم الجهاد في سبيل الله )
( إذا تبايعتم بالعينة ) أي تعاملتم بالمعاملات المحرمة ومنها العينة ( وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع ) أي : انصرفتم عن القيام بواجباتكم الدينية إلى الاهتمام بالأمور الدنيوية وكسب المال بأي طريق كان وأدى ذلك بكم إلى ترك الجهاد في سبيل الله ماذا يكون عقاب هذه الأمة حينما تتمسك بهذه الأمور التي لم يشرع ربنا عز وجل شيئا منها ؟ قال عليه الصلاة والسلام من باب التحذير : ( سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) وهذا الذل المسلط على المسلمين أمر لا يخفى على كل ذي عين ولا يحتاج الأمر إلى كثير من البيان وحسبنا تذكيرا ما أصاب المسلمين باحتلال اليهود لفلسطين فضلا عن البلاد الإسلامية الأخرى التي لا تزال الفتن فيها تترى ولا يزال الحكام غير المسلمين أو الحكام المسلمون الجغرافيون لا يزالون يعيثون فيها فسادا كل ذلك ذل سلطه الله تبارك وتعالى على المسلمين وليس ذلك ظلم منه حاشاه فإن ربنا عز وجل لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون ربنا عز وجل يقول : (( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم )) فالله عز وجل حينما سلط هذا الذل علينا فبظلم منا وهذا الظلم واضح في كثير من الأمور وقد ضرب الرسول عليه السلام لها هذه الأمثلة الثلاث التبايع بما حرم الله التكالب على حطام الدنيا ترك الجهاد في سبيل الله استحققنا أن يسلط الله علينا ذلك الذل المخيم في صورة مجسدة مجسمة في بلادنا العزيزة فلسطين .
إذا كان هذا الذل فما الخلاص منه وما النجاة منه ؟ يقول الرسول عليه الصلاة والسلام الذي وصفه ربنا في القرآن بحق حين قال : (( بالمؤمنين رؤوف رحيم )) قال عليه السلام في تمام الحديث : ( لا ينزعه عنكم سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) فهذا هو العلاج قد وصفه الرسول عليه السلام واضحا مبينا في خاتمة هذا الحديث حيث قال : ( حتى ترجعوا إلى دينكم )
وحينما أروي لكم هذا الحديث وأعلق بعض هذه التعليقات عليه في الواقع لا آتي بشيء جديد لأن المسلمين جميعا على ما بينهم من اختلافات في العقائد وفي الفروع كما يقولون كلهم مجمعون على أن سبب الذل الذي ران بالمسلمين إنما هو تركهم لدينهم وكلهم يقولون : إن العلاج الرجوع إلى الدين هذا كله أمر معروف لديهم أجمعين .