بيان الشيخ لحقيقة الدين الذي يجب على الأمة تحقيقه لتحصل لها النجاة . حفظ
الشيخ : المفهوم الصحيح للدين لا يمكن أخذه من واقع المسلمين اليوم لأنهم مختلفون أشد الاختلاف ولكن إنما يجب أن نأخذ المفهوم الصحيح للدين مما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة وما كان عليه السلف الصالح لقد أشار الرسول عليه السلام إلى هذه الحقيقة في الحديث السابق لكن مع الأسف قل من يتنبه إلى هذه الإشارة وهي في الواقع أن تسمى بأنها صريح العبارة أولى من أن يقال إنها إشارة حين قال جوابا للسائل من هي الفرقة الناجية ؟ قال : ( هي الجماعة ) ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) كذلك تأكيدا لهذا المعنى قال عليه الصلاة والسلام في حديث العرباض بن سارية المعروف فيما أظن أيضا لديكم وفيه يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ) إلى آخر الحديث نجد في هذا الحديث وفي ذاك لم يقتصر الرسول صلوات الله وسلامه عليه على أن يقول الفرقة الناجية أن تتمسكوا بما أنا عليه لا يقول تمسكوا بسنتي عليكم بسنتي بس تمسكوا بسنتي عضوا عليها بالنواجذ ولكننا نجده يضم شيئا آخر إلى هذا الأمر بالتمسك بما كان عليه الرسول عليه السلام هذا الشيء الآخر تمسك بالجماعة والتمسك بما كان عليه أصحاب الرسول عليه السلام التمسك بما كان عليه الخلفاء الراشدون وهذا الذي ذكره الرسول عليه السلام في الحديثين كليهما معا من الحض على التمسك بشيء هو ولو من الناحية التعبيرية غير ما كان عليه الرسول عليه السلام شيء زائد حيث قال : ( ما أنا عليه وأصحابي ) حيث قال : ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ) وهذا التعبير وهذا الذكر بالشيء الآخر مع الرسول عليه السلام هو أسلوب قرآني فالله عز وجل يقول في صريح القرآن : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) الشاهد أن الله عز وجل ذكر هنا في الآية بالإضافة إلى قوله : (( ومن يشاقق الرسول )) قال بعد ذلك : (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) لماذا جاء بهذه الجملة ؟ (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) لماذا لم تكن الآية على النحو الآتي (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى )) (( نوله ما تولى )) إلى آخر الآية لماذا جاء بجملة (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) إن في ذلك لعبرة بالغة جدا ذلك لأن كل فرقة وكل طائفة على وجه الأرض اليوم بلغ عددها ثلاث وسبعين أو زادت أو نقصت ما يهمنا لكن الطوائف كثيرة وكثيرة جدا كل طائفة من هذه الطوائف تدعي أنها على الكتاب والسنة .