ما فائدة ذكر التعليل والدليل على حكم ما في الوقت الذي لا يمكن للسائل أن يتوعب هذا الكلام غالباً ؟ حفظ
الشيخ : تفضل
السائل : هناك في فن الترجيح أنه اختار لا ضرر ولا ضرار، فما هي الأداة التي جعلته رجّح لا ضرر ولا ضرار مع أنه إذا دخل هناك إلى العالم الآخر الذي يقول له أن الدخان تجري عليه الأحكام الخمسة فرأى في نفسه أنه لا يستطيع عقله لا يستطيع أن يستوعب هذا مع أن من الإمكان أن يكون الصحيح مع هذا العالم، فكيف يختار لا ضرر ولا ضرار مع أنه لا يستوعب هذا الحكم الآخر ويكون هذا فن الترجيح ؟
الشيخ : افترض نفسك في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وسمعت هذا الحديث منه ولا علم عندك بشيء آخر وعرض عليك نبات وعرفت أنه مضر ومخدّر ووو إلخ ماذا تفعل ؟ وهذا الذي فعله هذا الرجل العاجز فلنسمه عاجزاً تلخيصًا لكلامك .
السائل : فلماذا يسأل عن الدليل ؟
الشيخ : سبحان الله ! ليكون على بصيرة ، اسمع شوي نحن عندنا رجلان رجل يسأل العالم عن الدخان فيقول له حرام وآخر يسأله نفس السؤال ويقول حرام أيضًا لأن الشخص المسؤول واحد ، لكن السائل الثاني يقول ممكن أن تذكر لي الحجة التي استندت إليها في تحريمك للدخان هل هذا مخطئ أم الأول هو المخطئ ؟
السائل : على حسب العقل هل يستطيع النحمل ؟
الشيخ : ما أجبتني خير الكلام ما قل ودل .
هنا رجلان كلاهما يسأل العالم سؤالاً واحداً أحدهما يجيب بأنه حرام واكتفى والآخر ما اكتفى بهذا وإنما زاد أن سأل العالم كما قلت آنفاً هل تسطيع أن تدلني أو أن تفهمني الحجة التي أنت اعتمدت عليها فقال نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا ضرر ولا ضرار ) .
السائل : وهو من طلبة العلم ؟
الشيخ : هو من عامة المسلمين من أجل خاطرك أنت من عامة المسلمين لكنه يفهم أيش معنى : ( لا ضرر ولا ضرار ) ولو كان أعجميًا لا يفهم اللغة العربية وذاك العالم العجمي المفروض فيه أنه يفهم اللغة العربية قال له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ظرر ولا ظرار لكن هو يشرح له أيش معنى هذا الكلام برضانته الأعجمية ، طيب ألآن كنا مع العرب وانتقلنا مع الأعاجم أي الأعجميين أهدى سبيلًا وأقوم ثلا آلثاني أم الأول ؟
السائل : الذي يسأل عن الدليل .
الشيخ : فإذن بارك الله فيك المسألة ما تحتاج إلى كل هذه المناقشة.
السائل : لكن فيها حد حد أنه يستطيع أن يستوعب ما يقوله الشيخ يعني مثلاً نفرض أنه من عامة المسلمين مثلاً أعزكم الله وأعز الجميع الناس لا يفهموا شيئاً فيأتي ويسأل عن الدخان أو يسأل عن هل نقرأ الفاتحة وراء الإمام أم لا؟ يقول له اقرأ أو لا تقرأ، فإذا قال له العام المخصص أو العام الذي لم يخصص فإذا جاء هذا على هذا جمعنا وسلط العام المطلق على العام المخصص فيضعفه فيأتي النتيجة التي قلتموها فماذا يفهم هذا .
الشيخ : لا يفهم هذا لكن اسمح لي يا شيخ الله يهدينا وإياك هذا لا يفهم هل كل الناس لا يفهم ؟
السائل : يبقى في حد في المسألة.
الشيخ : الحد من يحدده أنت ؟!
السائل : لا .
الشيخ : إذن من ؟ من الذي يحدده .
السائل : العالم .
الشيخ : لا العالم ليس في باطن السائل، السائل هو نفسه يا أخي وهذا المثال الأول هو من النوع الذي أنت تذكر، يعني الذي قال له حرام ولا حلال قال له : حرام وانتطلق لا يجمع شيء لماذا؟ لأنه لا يملك الخلفية العلمية أنه يطلب الدليل ويطلب الحجة ووإلخ، لكن ذاك ليس كهذا الأول ولذلك هو يطمع بالمزيد من العلم فلماذا نهتم أن هذا لماذا يسأل عن الدليل يا أخي هناك رجلان أحدهما يريد أن يتبصّر فإما أن يستطيع أن يصل إلى البصيرة أو يعجز عن ذلك، أما ذلك ربما يستطيع ولا يهتم بهذه الاستطاعة ولا يتمسك بها، لا شك أن من كان على بصيرة من دينه في حدود ما أعطاه الله من عقل وفهم وفكر أو علم إن كان عنده علم وإلا فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها .