فائدة : حقيقة الدعوة السلفية ليست قائمة على سياسة التجميع ثم التثقيف . حفظ
الشيخ : في ختام هذه الكلمة كلمة إنصاف لا يجوز لنا أن نكتم العلم ولا أن نطعن في أشخاص قد يكونون معنا في كثير من دعوتنا وقد يخالفوننا في بعض منهجنا فالله عز وجل كما قال : (( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره )) أنا أعرف بتجربتي الخاصة في هذه الدهر الطويل التي قضيتها أكثر من نصف قرن من الزمان في العلم بالكتاب والسنة وفي مخالطة جماعات كثيرة من الجماعات الإسلامية الأخرى الذين لا يتبنّون عمليا منهجنا السلفي، أعرف منهم كثيرين من رؤوسهم فضلا عمن دونهم يتبنون المنهج السلفي عقيدة وفكرا، لكن مع الأسف الشديد لا يطبقونه عمليا ولا يدعون إليه لأن منهجهم قد انحرف عن هذه الدعوة، لأن هذا المنهج قد قام على أساس أعبّر أنا عنه بأنهم يدعون إلى تكتيل الناس وتجميعهم ثم إلى تثقيفهم ثم بعد ذلك لا تكتيل ولا تثقيف ثم مضى عليهم أكثر من نصف قرن من الزمان وقد انبح صوتهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قائدهم وأكثرهم إلى هذا العصر إلا من قيض الله له مجتمعاً صالحا كهذا المجتمع هنا أو هناك عرفوا العقيدة الصحيحة فآمنوا بها، ولكن ارتضوها فقط لأنفسهم ولا يرون من صالح دعوتهم أن يدعوا الناس إليها لماذا ؟ لأنه يخالف أساس دعوتهم القائم على أساس كتّل ثم ثقّف، أما دعوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهي على العكس من ذلك : ثقّف (( ادع الناس إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) ثم لا عليك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر هذه هي دعوتنا وهذه هي طريقتنا، ولا يمكن نحن نقطع بهذا جازمبن أن تقوم قائمة الدولة المسلمة التي لا يختلف فيها كل الإسلاميين بوجوب تحقيقها ولكن اختلفت الوسائل والأسباب، فمن أخذ بالوسائل التي جاء بها الشرع وهي قد لخصها ذلك الداعية في هذه الكلمة الجوهرية : أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم، أي كما قال تعالى : (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )) وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .