الكلام على تفرد سعيد بن منصور عن شيخه هشيم بزيادة: "هم الذين لا يرقون" في حديث السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب". حفظ
الشيخ : مثلا حديث أبي الزبير قال: أن العلماء اجتمعوا على قبول أحاديث الصحيحين هذا كلام يقال وهذا لابد منه أن يقال، لكن التحقيق لا يقف عند هذه المقولة فكم من حديث في الصحيحين انتقده الأئمة الذين جاءوا من بعد البخاري ثم الذين تأخروا كابن تيمية وابن القيم وابن حجر ونحو ذلك، المبتدؤون يقفون عند هذه الجملة لكن لا يعرفون أنه من باب عام إلا وقد خص.
السائل : اسمح لنا بتعليل بسيط
الشيخ : تفظل
السائل : ...
الشيخ : وهو من الحفاظ: سعيد بن منصور صاحب السنن الذي طُبع منه جزءان، سعيد بن منصور تفرد بهذه الزيادة عن شيخه هشيم، بينما غير سعيد بن منصور روى الحديث عن هشيم، وغير هشيم جمعٌ منهم شعبة الحافظ الجليل رواه عن شيخ هُشيم واسمه حُصين بن عبد الرحمن أو أبي عبد الرحمن -أنا أشك الآن- ولعل الأقرب حصين بن عبد الرحمن كل هؤلاء الثقات رووا الحديث باللفظ الذي رواه الشيخان: ( هم الذين لا يسترقون ) أي: لا يطلبون الرقية، خالفهم جميعاً سيعيد بن منصور فزاد تلك الزبادة فقال: ( هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ).
لم أجد حتى هذه الساعة من نبّه على ضعف زيادة ( لا يررقون ) سوى الحافظ الإمام ابن تيمية رحمه الله في كتابه *الفتاوى*.
هذا من فضائله ومن نقده الذي يدل على حفظه وعلى دقة نقده للأحاديث ولو كان شيء منها في الصحيح.