نصيحة فيما يخص العشر الأواخر. حفظ
الشيخ : لكن لا بد لي بهذه المناسبة والدين النصيحة والذكرى تنفع المؤمنين أن المشهور عن الناس أن الاعتكاف يجوز في كل مسجد ثم اختلفوا في هذا المسجد فمن قائل : ينبغي أن يكون مسجداً جامعا وليس في الصوات الخمس فقط ، وذلك لكي لا يضطر المعتكف إلى أحد شيئين فيما إذا اعتكف في مسجد جماعة وليس في مسجد جمعة وهو في هذه الحالة سيضطر إلى أحد شيئين أحدهما: أن يدع الصلاة صلاة الجمعة لأنه معتكف في ذاك المسجد الذي لا تقام فيه صلاة الجمعة ، ولا شك أن هذا ظاهر فساده لأنه يكون أمره كما قيل قديما في مثل هذا: مثله كالذي يبني قصرً ويهدم مصراً ، فهو يحافظ على الاعتكاف وهو سنة لكن يضيّع الفريضة وهي صلاة الجمعة ، ولذلك اشترطوا أن يكون اعتكافه فقي مسجد جمعة ، وإن كان الذي اعتكف في مسجد جماعة بإمكانه أن يخرج من هذا المسجد لصلاة الجمعة لكن في هذا إخلال لمعنى الاعتكاف، لأنه قد جاء في *صحيح البخاري ومسلم* ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يخرج من اعتكافه إلا لحاجة الإنسان ) يعني الضرورة، وهذا الإنسان الذي اعتكف في مسجد جماعة وليس مسجد جمعة باستطاعته أن يخرج ويصلي الجمعة في مسجد الجمعة لكن فيه إخلال ولو شكلي للاعتكاف في ذاك المكان، لذلك فأكثر العلماء اشترطوا أن يكون اعتكافه في مسجد جمعة لكي لا يضطر أن يقطع اعتكافه فيما إذا كان في مسجد جماعة وليس في مسجد جمعة.
ولكن الشيء الذي أنا أريد أن أنبّه عليه لما سبق ذكره آنفاً هو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة: مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى ) وعلى ذلك فالذي يخضع لذلك التفصيل الذي أسلفته آنفاً لم يبق له وجه ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفى شرعية الاعتكاف إلا في هذه الساجد الثلاثة ، وهذا الحديث يشبه تماما الحديث المعروف والمخرّج في *الصحيحين* ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ) ثم ذكرها ، كذلك قوله عليه السلام : ( لا اعتكاف إلا في المسجد الثلاثة ) ومن الحكمة في هذا الحديث ألا يتقاعص الناس عن شد الرحال إلى المساجد الثلاثة في الاعتكاف أو بسبب الاعتكاف في المساجد التي تكون في بلادهم فلهذه الحكمة التشريعية تكثر الأقدام إلى المدن الكبرى الإسلامية : مكة والمدينة وبيت المقدس، فهذا الذي أحببت التذكير به لقوله عليه الصلاة والسلام : ( لا اعتكاف إلا في المسجد الثلاثة ) فمن كان ناوياً الاعتكاف فعليه أن يشد الرحل إلى مسجد من هذه المساجد الثلاثة ، ولا شك أن السفر إلى مكة والمدينة والحمد لله ميسر جدا ونرجو أن ييسر للمسلمين أيضًا أن يعتكفوا في المسجد الأقصى ، وذلك بطرد اليهود وإعادتهم من حيث أتوا في البلاد ، غيره؟
السائل : أين هذا الحديث ؟
الشيخ : هذا الحديث قد خرّجته في رسالتي *قيام رمضان* وهي مطبوعة، هل وقفت عليها ؟
السائل : نعم.
الشيخ : ستجده هناك مخرّجاً تخريجاً علميا والآن لا يحضرني المصدر فهو في ، الان أراجع ذاكرتي فهو موجود في بعض الكتب المطبوعة وأخرى مخطوطة ، من المطبوعات : *سنن البيهقي الكبرى* ، من المخطوطات: المعجم *معجم الشيوخ* للإسماعيلي ، وأيضا مصادر أخرى مذكورة في الرسالة هناك .