ما هو الجمع بين حديث: ( إن الله يطوي السموات ثم يأخذهن بيمينه، ويطوي الأرضين ثم يأخذهن بشماله ) الذي رواه مسلم من طريق عمر بن حمزة العمري وهو ضعيف، وبين حديث: ( كلتا يدي ربي يمين ) الذي في الصحيحين ؟ حفظ
السائل : حديث: ( إن الله يطوي السموات ثم يأخذهن بيمينه، ويطوي الأراضين ثم يأخذهن بشماله ) رواه مسلم من طريق عمر بن حمزة العمري وهذا ضعيف، فكيف الجمع بينه وبين حديث: ( كلتا يديه يمين ) الذي في الصحيحين ؟
الشيخ : صحيح أنَّ عمرً هذا فيه ضعف ولا يحتج به لوحده، ولكن كون رب العالمين متَّصف باليدين يمينًا وشمالًا قد جاء في غير حديث هذا الضعيف، فالتوفيق حينئذٍ بين هذه الصفة يمين وشمال وبين قوله عليه الصلاة والسلام: ( وكلتا يدي ربي يمين ) فسهل جدًّا، بل هذا الحديث الثاني كتبيان وتفسير لقوله تبارك وتعالى: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ففي هذه الآية تنزيه وإثبات، قدَّم التنزيه على الإثبات لكي لا يقع المسلم في تشبيه الخالق بالمخلوق، فقدَّم هذه المقدمة من التنزيه فقال: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))، فأثبت لذاته -تبارك وتعالى- هاتين الصفتين، وبين أنه لابد من تنزيهه عزوجل عن مشابهته للحوادث كما يقول العلماء، على هذا النمط جاء قوله عليه الصلاة والسلام: ( وكِلتا يدي ربي يمين ) أي: هو يمينه وشماله ليس كما نتصور نحن البشر، فيمينه وشماله منزهٌ عن مشابهته للبشر، وتأكيدًا لهذا التنبيه قال: ( كلتا يدي ربي يمين ) وليس هذا من صفة البشر، فهو إذن تأكيد لمبدأ (( ليس كمثله شيء )) هذا هو الجواب، ولا أقول فيه تعارض بين الأحاديث التي فيها إثبات اليمين والشمال، وبين قوله عليه السلام: ( كلتا يدي ربي يمين )، بل هو عليه الصلاة والسلام في هذه الجملة ينزه ربه عزوجل في صفة اليمين والشمال أن يكون ذلك كما هو معروف لدى البشر، هذا هو الجواب.