تتمة شرح أثر ابن مسعود في عدم جواز التسبيح بالحصى. حفظ
الشيخ : " وكم من مريد للخير لا يصيبه، إنّ محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم حدثنا: ( إنّ أقوامًا يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، -أي: لا يصل إلى قلوبهم- يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) "، قال راوي هذه القصة وهنا منتهى العبرة: " ولقد رأينا أولائك الأقوام -أي أصحاب حلقات الذكر- يقاتلوننا يوم النهروان ": أي: أصبحوا من الخوارج الذين خرجوا على الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن بقية الصحابة، فاستنبطتُ من هنا فائدة قياسًا على قول العلماء: " الصغائر بريد الكبائر "، استنبطت من هذه القصة نحو قولهم فقلت: " صغائر البدع بريد الكبائر من البدع "، ولذلك فالعبرة من هذه الأحاديث المرفوعة، والآثار الموقوفة ومن هذه القصة بصورة خاصة هو: أن لا يحتقرنَّ المسلم بدعة ما يقول: وإيش فيها؟ هكذا يقول المبتدعة حينما نناقشهم ونقول لهم: اتقوا الله ولا تحدثوا في دين الله ما لم يكن، ونذكر لهم بعض هذه الأحاديث، فيقولون مثلًا: إيش فيها؟ يستصغرون البدعة ينظروا إليها بعقولهم يستحسنونها فلا يشعرون أبدًا أنهم يقعون في نوع من الإعتزال، ذلك لأن المعتزلة مما خالفوا فيه أهل السنة والجماعة حقًّا هو قولهم بالتحسين والتقبيح العقليين، هذا يعرفه العلماء مِن ضلالات المعتزلة ويعنون بهذه الجملة أي: إن المعتزلة يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين، يعنون أن المعتزلة يقولون: ما حَكَم العقلُ بحسنه فهو حسن، وما حكم العقل بقبحه فهو قبيح، أما أهل السنة كلهم دون اختلاف بينهم فيقولون: الحسن ما حسَّنه الشارع الحكيم، والقبيح ما قبحه الشارع الحكيم، فلا مجال لإدخال العقل في أمور التحسين.
تعالى ابتلاءً منه لعباده ليراهم رؤية واقعه هل يكفرون أم يشكرون ؟!
تعالى ابتلاءً منه لعباده ليراهم رؤية واقعه هل يكفرون أم يشكرون ؟!