شرح مقولة الإمام مالك رحمه الله: " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة..." . حفظ
الشيخ : ولذلك جاء عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس -رضي الله عنه- أنه قال: " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم خان الرسالة، اقرؤوا قول الله تبارك وتعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا )) قال -رحمه الله-: ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما يصلح به أولها، فما لم يكن يومئذ دينًا لا يكون اليوم دينًا ":
إذن فالتقرب إلى الله عز وجل بتشريع عبادة لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع وجود المقتضي بكونها شريعة في عهده هو عين الإبتداع في الدين، وليس له علاقة بـــــ المصالح المرسلة، هذا إذا كان المقتضي للأخذ بتلك المصلحة قائمًا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يتابع شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فيقول: " وإن لم يكن المقتضي قائمًا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم نُظِرَ: إن كان هذا المقتضي للأخذ بتلك الوسيلة سببه إهمال المسلمين لبعض الأحكام الشرعية فهذا الإهمال هو الذي كان السبب لإتيان وسيلة أخرى لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، نتج من عدم الأخذ بما كان في السنة مع هذه المصلحة، فحينئذ لا يجوز الأخذ بها لأن المقتضي لها سببه هو تقصير المسلمين في القيام ببعض أحكام دينهم ".