نريد تأخير صلاة العشاء، والإمام يقول الأفضل الصلاة في أول وقتها، فما هو الصواب ؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ -حفظك الله- نحن أهل هذا المسجد نرغب في تأخير صلاة العشاء لأننا الوحيدين في هذه المنطقة ونستطيع أن نقيم الجماعة وجمع الناس للصلاة إذا تأخرنا، والإمام يقول الأفضل الصلاة في أول وقتها ؟
الشيخ : الجواب في هذا السؤال إذا كان بهذا التحديد وبهذا التفصيل، فالجواب المعزو للإمام ليس صحيحًا، إلا إذا كان هو نفسه يتحرج من التأخير فهذا شيء ثاني، أما أن يقال: بأن الصلاة في أول وقتها أفضل، فهذا الجواب أو هذا القول بالنسبة لصلاة العشاء ليس صحيحًا، ذلك لأن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في * صحيح البخاري، ومسلم * من حديث ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه-: ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سُئل عن أفضل الأعمال قال: الصلاة لوقتها )، وجاء في بعض الروايات الأخرى: ( الصلاة لأول وقتها ):
هذا الحديث من الأحاديث العامة التي دخلها التخصيص، فكل صلاة من الصلوات الخمس داخلةٌ في هذا الكلام أو في هذا الجواب مِن الرسول عليه السلام إلّا صلاة العشاء، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول كما جاء في * صحيح البخاري * وغيره: ( لولا أن أَشُقَّ على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، ولأخرت صلاة العشاء إلى نصف الليل ): فتأخير صلاة العشاء إلى نصف الليل هو الأولى إذا كان أهل المسجد لا يشق ذلك عليهم، أما إذا كان هناك مَن يشق بالتأخير فحينذاك يعود الأمر إلى ما كان عليه في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو عدم التأخير لصلاة العشاء.
على كل حال فهذه المسألة تتعلق بالمقيمين في البلد أو السكان حول هذا المسجد، فإذا كانوا يرون لا حرج أن يُأخروا صلاة العشاء فالرد عليهم لا يكون بأن الصلاة في أول وقتها أفضل، لأن هذا ليس صحيحًا بالنسبة لصلاة العشاء، أما أن يقال: إنه مش كل الناس يرغبون في التأخير هذا ممكن أن يقال، أما الجواب بأن الصلاة في أول وقتها أي حتى صلاة العشاء.