تنبيه الشيخ أن الوجه لو كان عورة لما تأخر النبي صلى الله عليه وسلم في تبيين الحكم حفظ
الشيخ : كما في * صحيح مسلم *: ( أن معاوية بن الحكم السُّلمي رضي الله عنه صلى يومًا وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعطس رجلٌ بجانبه فقال له: يرحمك الله وهم يصلون، فنظروا إليه بأطراف أعينهم مسكتين له ).
السائل : أعرفه.
الشيخ : عرفته، في الأخير الرجل تنبه لأنه أخطأ في الصلاة قال: ( لما قضى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الصلاة أقبل إليَّ فوالله ما قهرني ولا كهرني ولا ضربني ولا شتمني وإنما قال لي: إنَّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي تسبيح وتحميد وتكبير وتلاوة قرآن ) إلى آخر الحديث، فهذا أيضًا مثال لما قد تدندن حوله: أنه رجل حديث عهد بالإسلام وإلا كيف يتكلم في الصلاة، وكيف يصيح في الصلاة واثكل أمياه لم تنظرون إلي؟ فالرسول عليه السلام بحكمته ولطفه كما هو موصوف في القرآن الكريم: (( ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك )) أدبه وأحسن تأديبه، وشعر بهذا الأدب وهذا اللطف حينما حدثنا بقوله: ( والله ما قهرني ولا كهرني ولا ضربني ولا شتمني ) فأيُّ مفسدة لو كان وجه المرأة عورة أن يقول الرسول عليه السلام لهذه المرأة الوضيئة الجميلة: استري وجهك، اسدلي على وجهك كما كانت السيدة عائشة ورفيقاتها يفعلن في الحج إذا مرَّ بهن الركب قالت: " أسدلنا على وجوهنا "، لماذا لم يأمرها الرسول عليه السلام أن تسدل على وجهها أو على الأقل كما فعل بالفضل اصرفي عنا وجهك، تبعدون النجعة وتقولون: يمكن تكون هذه جاي من البادية وحديثة عهد بالإسلام فسكت الرسول عن منكرها، الرسول لا يسكت عن منكر، وعدم تغيير الكعبة خشية الفتنة على القوم مش خشية فتنة على شخص واحد يقول له: الأمر كذا وكذا، فبارك الله فيك ما ينبغي أن نعطل دِلالات الأحاديث لتأييد رأي إمام من أئمة المسلمين ونصرف الثقة بآراء العلماء الآخرين .