بيان خطورة تأويل آيات الصفات، وأن المعنى الظاهر هو المعنى الحقيقي ولا يعد تأويلاً. حفظ
الشيخ : ولكن الذي يحسن ذكره بهذه المناسبة أن الذين يتأولون الآيات الأخرى التي سبقت الإشارة إلى شيء منها كآية الاستواء واليد ونحو ذلك يتخذون مثل هذا التأويل أو التفسير حجة لهم فيقولون : كما أوّلتم هذه الآية فنحن أيضاً أوّلنا تلك الآيات فما الفرق بيننا وبينكم ؟!
جوابنا على ذلك أن نقول كما كنا سابقاً : أن هذا ليس تأويلًا كما أن تفسير (( واسأل القرية )) ليس تأويلًا بل هو المعنى الحقيقي من تمام هذه الآية كذلك هذه الآية وأمثالها التي فيها ذكر المعية فهي معية علمية يدل على ذلك السياق والسباق فهذا ليس تأويلًا ، وليس من قبيل إخراج الجملة عن معناها الحقيقي بل هذا المعنى هو المعنى الحقيقي ، ويضرب شيخ الإسلام ابن تيمية على مثل هذه الآية وآية : (( اسأل القرية )) ونحوها المثل العربي أو الجملة العربية القديمة وهي التي تقول : أن الواحد منهم كان يقول : " سرتُ والقمر " ، " سرتُ والشمس " إنما يعني أنه حينما سار كان القمر بنوره معه ولا يعني أن القمر بجانبه لذاته ، هكذا الأسلوب العربي يعطي هذا المعنى وهذا ليس تأويلًا ، لأنه لا أحد يفهم من هذا التعبير العربي " سرت والقمر " أي : القمر كان معه بذاته ، كذلك الآية السابقة : (( وهو معكم أين ما كنتم )) لا يعني معكم بذاته فالله تبارك وتعالى على العرش استوى (( تعرج الملائكة والروح إليه )).