تنبيه من الشيخ حول الأفضل في رد السلام إن كان كاملاً بقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وزيادة: مغفرته. حفظ
الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطالب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشيخ : لأمر ما ألقيتُ السلام عليكم بما ينتهي إليه السلام، فقلتُ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فما سمعتُ منكم الرد إلا بالمثل، وكان طمعي أن أسمع الرد منكم بالأحسنِ إلا فرد من هنا ربما سمعته زاد: ومغفرته، وقد جرى نقاشٌ اليوم بيني وبين بعض الطلبة سألني هاتفياً وجرى هذا الحديث بمناسبة أنه ألقى السلام عليَّ.
أنا شعرتُ أنه قرأ هو لبعضهم نقدًا للحديث الذي ذكرتُه في بعض المجلدات من * سلسلة الأحاديث الصحيحة * أنَّ الصحابة كانوا إذا سلَّموا على النبي صلى الله عليه وسلم زاد هو: ( ومغفرته )، انتقد بعضهم هذا الحديث وذهب إلى أنه ضعيف، فما احببتُ أن أدخل معه في هذه النقطة التي فيها خلاف، أي: هل صح الحديث أم لم يصح، فقلت له: ما لك وللحديث الآن، حسبك القرآن، فربنا عز وجل يقول كما تعلمون جميعًا: (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) قلت لهذا السائل : هل يجوز للمبتدئ السلامَ أن يقول ابتداءً: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟ فأجاب بالإيجاب، قلتُ: فما هو الرد الأحسن الذي ذكر في الآية السابقة؟ فعجبت مِن تردده وتلكؤه لأن الآية صريحة جدًّا: (( فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) فالرد هو أن يقول السلام الذي أنا قلته فيرد بالمثل، أما الأحسن فأن يزيد عليه ولو لفظة وبركاته، قلت يا أخي لماذا هذا التردد، هذا نص من القرىن الكريم الذي لا يختلف فيه مسلمان، وهو صريحٌ في أنَّ هناك ردين لمن ابتدأ السلام: الرد الأول رد بالمثل، والرد الآخر رد بالأحسن، فأنا إذا قلتُ لكَ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فأنت أعدت عليَّ هذا السلام فقد رددت بالمثل، لكن لو أنك أردت أن تسمو في الرد وأن تحسن الردَّ بالأحسن كما جاء في الآية السابقة ألا تزيد على ما أنا قلته ؟ قال بعد دهي ومناقشة: أنه يبدو أن الأمر هكذا، فأنا ما أدري لماذا نحن نتردد حتى في تطبيق نصٍّ قرآني صريح لا يقبل التأويل ؟!
وإذا جاءنا حديثٌ يطابق نص القرآن لو كان هذا الحديث لا وجود له مطلقاً ما خسرنا الحكمَ الشرعي الذي صرح به القرآن، فإذن لماذا نقف عند هذا الحديث فنقول: هل هو صحيح أو ضعيف ؟!
إن كان المقصود هو محض البحث العلمي الحديثي فلا بأس، أما إن كان المقصود هو ألا نعمل بما تضمنه هذا الحديث من الفقه فمضمون هذا الحديث مضمون في نفس الآية الكريمة، ولذلك فأنا أقول لكم: ينبغي أن تنشروا العلم ليس فقط ما هو موضع خلاف بين أهل السنة والبدعة، ونتعصب نحن للسنة على أهل البدعة، ولا نتحدث إلا في هذه المسائل، بينما هناك مجالٌ واسع جدًّا مِن الفقه المستنبط من الكتاب فضلاً عن الفقه المستنبط من السنة، فهذا الفقه صريحٌ جاء عن السلف منتهى السلام: وبركاته، هذا كلام صحيح، لكن أساء بعضهم فهم هذه الآثار فظن أنه لا يجوز حتى في الرد، مُنتهى السلام في الابتداء: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فلا يجوز هنا الزيادة، لأن الزيادة لم ترد لا في كتاب ولا في سنة، أما إذا كان المبتدي جاء بالسلام الكامل هذا فلا بد أن نزيد عليه إعمالًا للنص القرآني السابق وبالحديث الموافق له هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.
والآن نسمع ما عندكم من أسئلة، وأرجو رجاء حارًا ألا تكون أسئلة متكررة، لأن الشيء المكرر يكون ممجوجًا ملفوظًا غير مرغوب فيه، فالعسل مثلًا يبقى الإنسان يأكل عسل عسل يمله ويكَلّ منه، لذلك نرجو أن تكون الأسئلة فيها نوع من الحاجة ومن الجِدّة، لا أن تكون متكررة، والآن نبدأ أولًا بالأيمن فالأيمن، لأنها سنة نبوية، ثم بالأقرب فالأقرب، لأن الناس يقولون: قال الله عز وجل: " الأقربون أولى بالمعروف "، رب ناس يقولون: لماذا قال الشيخ : " لأن الناس يقولون: الأقربون أولى بالمعروف " ، ولم يقل: قال الله عز وجل الأقربون أولى بالمعروف ؟
لأن هذا من الأوهام الشائعة، لا يوجد في القرآن هذا النص، إنما بعض الناس يتوهمون أن من آيات القرآن: الأقربون أولى بالمعروف، هذا ليس قرآناً ولكنه معنى مقبول شرعًا، فنحن نبدأ بالأقرب فالأقرب لهذا الذي ذكرناه مبتدئن بالأيمن فالأيمن لأن السنة كما تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب التيامن -وفي لفظ: التيمن- في كل شيء، في ترجله وفي تطهره وفي تنعله وفي شأنه كله ) ومن الشؤون ما نحن فيه في هذه الساعة.