تتمة لباب : " الترغيب في الصبر سيما لمن ابتلي في نفسه أو ماله وفضل البلاء والمرض والحمى وما جاء فيمن فقد بصره " تتمة شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : ( لما نزلت (( من يعمل سوءا يجز به )) بلغت من المسلمين مبلغا شديدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها او الشوكة يشاكها ). حفظ
الشيخ : السيئات التي يبتلى بها الإنسان ولو أن هذا الإنسان شعر بأنها كثيرة فلا ييأس من روح الله، لأن الله عز وجل قد تفضل على عباده فجعل لهم من الأعمال الصالحة ومن الابتلاء ما يكفر ربنا عز وجل عن هذا الإنسان معاصيه، فهو يقول في هذا الحديث : ( ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها ) يعني مهما أصيب الإنسان بمصيبة صغيرة كانت أو كبيرة إلى درجة أن يشاك شوكة أن يغرز بإبرة ويقول أخ فهذه ربنا عز وجل يعتبرها ويسجلها عليه كفارة لمعصية أو معاصي كثيرة ولا شك أن هذا الإنسان خاصة المسلم في هذه الحياة فهو دائماً مبتلى كما ذكرنا في أحاديث مضت من قوله عليه الصلاة والسلام : ( نحن معاشر الأنبياء أشد ابتلاء الأمثل فالأمثل، والمؤمن يبتلى على قدر دينه ) فهما أصيب إذن المسلم من مصائب فهي كفارات لذنوبه، من هنا يهون وقع هذه الآية: (( من يعمل سوءاً يجز به )) لأنه سوف لا يجزى بكل ما أساء فيه لأن هذه السيئات كما في هذه الأحاديث تكفرها الأمراض والبلايا، لأن هذه السيئات تكفرها الصلوات تكفرها الطهارة الوضوء والكفارات كثيرة وكثيرة جداً وقد مر بنا ما شاء الله من النصوص الكثيرة في ذلك .