تتمة شرح حديث ابن عمر رضي الله عنه : ( ... ومن أتى إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى يعلم أن قد كافأتموه ) حفظ
الشيخ : ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( ومن أتى إليكم معروفاً فكافئوه ) هذا كما في الحديث السابق : ( من صُنع إليه معروف فليجزه ) فإن لم تجدوا فادعو له هذا كنحو الحديث السابق: ( فإن لم يجد ما يجزه فليثن عليه ) هنا يقول : ( فادعوا له ) ولكن في هذا الحديث فائدة كأنه جواب سائل يسأل إلى متى ندعوا له ، واحد هدانا هدية أو كافأنا بمكافأة أو قضى لنا حاجة فالرسول عليه السلام يأمرنا بأن ندعو له فإلى متى نظل ندعو له مرة مرتين ولا ثلاثة ، يقول عليه الصلاة والسلام : ( فادعوا له حتى يعلم أن قد كافأتموه ) يعني حتى يصير الرجل المكافئ لكم راحة وطمأنينة بنفسه أن أنتم قد قمتم بالواجب تجاهه ، الأصل بالواجب كما ذكرنا أن يكافأ بمثل مكافأته لكن هذا لا يستطيعه كل أحد فمن عجز عن مثل هذه المكافأة فعليه كما في الحديث السابق أن يثني خيراً أن يذكره أمام الناس بالخير وبالعرفان وبالكرم والجود، وفي هذا الحديث يأمرنا بشيء آخر وهو أن ندعوا له وكم مرة ندعوا له ؟ ندعوا له كثيراً وكثيراً حتى يتبين لنا أن هو علم بأننا قد كافأناه يعني دعونا له كثيراً حتى هذا الدعاء الدعاء الكثير طغى على مكافأته وإحسانه إلينا ، هذا من آداب الإسلام التي أدبنا بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتي حينما يلتزمها المسلمون الفقير مع الغني والغني مع الفقير والمحسن مع المحسن إليه والمحسن إليه مع المحسن تستقيم أحوال الجماعة ويصلح حال المجتمع ويعيشون في هناء وطمأنينة وسرور.