شرح قول المؤلف : "... و عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام ) رواه أبو داود و البيهقي في الأسماء و الصفات و الضياء في المختارة . فمن سادتهم جبرائيل عليه السلام و قد وصفه الله تعالى بالأمانة و حسن الخلق و القوة فقال تعالى : (( علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى )) و من شدة قوته أنه رفع مدائن قوم لوط عليه السلام و كن سبعا بمن فيهن من الأمم و كانوا قريبا من أربعمائة ألف و ما معهم من الدواب و الحيوانات و ما لتلك المدائن من الأراضي و العمارات على طرف جناحه حتى بلغ بهن عنان السماء حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم و صياح ديكتهم ثم قبلها فجعل عاليها سافلها فهذا هو شديد القوى . و قوله (( ذو مرة )) أي ذو خلق و بهاء و سناء و قوة شديدة قال معناه ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ و قال غيره ذو مرة ذو قوة و قال تعالى في صفته (( إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين )) أي له قوة و بأس شديد و له مكانة و منزلة عالية رفيعة عند ذي العرش (( مطاع ثم )) أي مطاع في الملأ الأعلى (( أمين )) ذي أمانة عظيمة و لهذا كان هو السفير بين الله و بين رسله و قد كان يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في صفات متعددة و قد رآه على صفته التي خلقه الله عليهـا مرتين و له ستمائة جناح روى ذلك البخاري عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ . و روى الإمام أحمد عن عبد الله قال رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم جبريل في صورته و له ستمائة جناح كل منها سد الأفق يسقط من جناحه من التهاويل و الدر و الياقوت ما الله به عليم إسناده قوي . و عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم جبريل في حلة خضراء قد ملأ ما بين السماء و الأرض رواه مسلم . و عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قـال رأيت جبريل منهبطا قد ملأ ما بين الخافقين عليه ثياب سندس معلق بها اللؤلؤ و اليـاقوت رواه أبو الشيخ. و لابن جرير عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما قال جبرائيل عبد الله ميكائيل عبيد الله و كل اسم فيه إيل فهو عبد الله . و له عن علي بن الحسين مثله و زاد و اسرافيل عبد الرحمن . و ورى الطبراني عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ألا أخبركم بأفضل الملائكة ؟ جبرائيل ) . و عن أبي عمران الجوني أنه بلغه أن جبرائيل أتى النبي صلى الله عليه و سلم و هو يبكي فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما يبكيك ؟ قال و مالي لا أبكي فوالله ما جفت لي عين منذ خلق الله النار مخافة أن أعصيه فيقذفني فيها ) رواه أحمد في الزهد ، و للبخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لجبرائيل : ( ألا تزورنا أكثر مما تزورنا ) فنزلت : (( و ما تنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا و ما خلفنا )) الآية . و من ساداتهم ميكائيل عليه السلام و هو موكل بالقطر و النبات . حفظ