وعن جابر رضي الله عنه أن رجلاً قال يوم الفتح: يا رسول الله إني نذرت إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس؟ فقال: ( صل ها هنا ) فسأله فقال: ( صل ها هنا ) فسأله فقال: (فشأنك إذن ) رواه أحمد وأبو داود وصححه الحاكم. حفظ
الشيخ : وعن جابر هذا مبتدأ درس اليوم وعن جابر رضي الله عنه " ( أن رجلًا قال يوم الفتح يا رسول الله ) " يوم الفتح إذا أطلق فهو فتح مكة ويطلق الفتح على صلح الحديبية كما في قوله تعالى: (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى )) فالمراد بالفتح هنا صلح الحديبية لأنه لا شك أنه حصل به فتح كبير، صار المسلمون يأمنون وكذلك الكفار يأمنون على دمائهم وأموالهم، وقوله: " إني نذرت إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس " هذا يتضح منه جليًا أن هذا النذر نذر عبادة وليس نذر عادة، لأن الصلاة ليست من العادات التي يفعلها بعض الناس كالصدقة والإنفاق وما أشبه ذلك، يقول: " أن أصلي في بيت المقدس " ولا ندري لماذا خصّ بيت المقدس مع أن عنده المسجد النبوي وهو أشرف البقاع بعد مكة، لكن لا ندري ما السبب أنه خصص بيت المقدس قال: ( صل ها هنا ) أي: في مكة لأن مكة أفضل من بيت المقدس، فسأله يعني أعاد السؤال فقال: ( صل ها هنا ) فسأله فقال: ( شأنك إذن ) يعني: اصنع شأنك، أي: ما تريد ( إذن ) أي: حين لم تقبل الرخصة.