هناك مجلس تسمى بمجالس الحكم بين الناس وهي مختلطة بين مجالس صلح وقضاء والسلطان يعترف بهذه المجالس مع أن القضاة الذين يحكمون فيها ليسوا قضاة موظفين والسؤال أن معظم هذه المجالس لا يحكم فيها بشرع الله وأغلب هؤلاء القضاة لا يعلمون من شرع الله شيء فهل إذا دعي ليحكم فيها أن يجيبهم أو يتحاكم إليها ... ؟ حفظ
السائل : في بعض البلاد يا شيخ تعقد مجالس الحكم بين الناس هذه المجالس تكون مختلطة مجالس صلح أو هي مجالس قضاء، والسلطان يعترف بهذه المجالس مع أن القضاة الذين يحكمون فيها ليسوا يعني القضاة موظفين، لكن الناس يرفضون بعض القضاة والسلطان يعترف بها، بل أحيانًا ترفع بعض القضايا للسلطان ثم إذا تراضى الناس بينهم في مثل هذه المجالس يرضى بذلك السلطان ويقرّهم عليها، السؤال أن معظم هذه المجالس لا يحكم فيها بشرع الله بل أغلب هؤلاء القضاة لا يعلمون شيئًا عن شرع الله، فهل يجوز للإنسان أن يقبل حكم هذه المجالس؟ وهل يجوز له إذا دعي ليحكم فيها أن يحكم؟ مع أن الحكم في الغالب يكون مثلًا هذا صنع كذا يدفع غرامة مالية كذا يعني لا تكون فيها حدود ولا يطبق فيها شرع الله لكن الناس يرضونها عادة يعني.
الشيخ : نعم هل يرضونها قهرًا؟
السائل : هو نعم أحيانًا يكون فيه رغبة التصالح بين الأفراد وأحيانًا يكون الضعيف ما له وسيلة إذا تحاكم إلى السلطان لا يعطيه حقه، والقانون لا يعطيه حقه فلا يجد أفضل من هذه المجالس.
الشيخ : نعم على كل حال إذا كان لا يجبر الناس على ذلك أو الحال لا تقتضي أن يكون مجبرًا فلا بأس، أما إذا كان يجبر الناس عليها أو الحال تقتضي أن يكون مجبرًا فمن حكم له بغير حق فهو آثم ومن حكم له بالحق فلا بأس، وأما أن نقول لا تتحاكم لهذه المجالس أو ما أشبه ذلك فلا يمكن، لأن الناس لو قلنا لهم هكذا ضاعت حقوقهم فماذا يصنعون؟