وعن أبي مريم الأزدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من ولاه الله شيئاً من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وفقيرهم احتجب الله دون حاجته ) أخرجه أبو داود والترمذي. حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف وعن أبي مريم الأزدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من ولاه الله شيئًا من أمور المسلمين فاحتجب عن حاجتهم وفقيرهم احتجب الله دون حاجته ) أخرجه أبو داود والترمذي، قوله: ( من ولاه الله شيئًا من أمور المسلمين ) شيئًا نكرة في سياق الشرط فتكون عامة فيشمل الشيء الكبير والشيء الصغير ( فاحتجب عن حاجتهم ) يعني: فلم يقضها سواء احتجب عن الأبصار أو لم يحتجب، ولكن منع لأن الكل احتجاب أفهمتم الفرق؟ سواء احتجب عن الأنظار بأن جعل بينه وبين الناس بابًا، أو احتجب بالمنع بأن كان جالسًا على كرسيه لكن يمنع الناس أن يقربوا إليه، فهذا محتجب في الواقع لأنه لا يصل الناس إليه بحاجتهم، وقوله: ( عن حاجتهم ) أي: حاجة المسلمين سواء كانوا أغنياء أم فقراء، وأما قوله: ( وفقيرهم ) أي فيما يحتاج إليه الفقير، وإنما نص عليه لأن من الولاة من يحتجب عن الفقراء ولا يحتجب عن الأغنياء، كما هو عبد بني إسرائيل أنهم يقدرون الأغنياء والشرفاء حتى إنهم لا يقيمون عليهم الحدود، وأما الفقراء ومن لا وجاهة له فيقام عليه الحد، الجزاء أو العقوبة أن الله يحتجب دون حاجته فلا ييسر أمره ولا يقضي حاجته.