وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي في الحكم ) رواه أحمد والأربعة وحسنه الترمذي وصححه ابن حبان. وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن عمرو عند الأربعة إلا النسائي. حفظ
الشيخ : وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي في الحكم ) رواه أحمد والأربعة وحسنه الترمذي وصححه ابن حبان، قوله: ( لعن رسول الله ) أي دعا باللعنة عليهم، ولعنة الله هي طرد الملعون عن رحمة الله وإبعاده منها، فهي عقوبة عظيمة وليعلم أن اللعن نوعان نأخذه بالفوائد أحسن، وقوله: ( الراشي والمرتشي ) الراشي دافع الرشوة، والمرتشي آخذها، أما آخذ الرشوة فظاهر لأنه أخذ ما لا يحل له، وأما الراشي فوجهه أنه أعان على الإثم فكان له حكم الفاعل، وقوله: ( في الحكم ) أي: في القضاء، فمن هو الراشي الملعون؟ الراشي الملعون هو الذي يدفع الرشوة، ونسينا أن نقول الرشوة ما يقدّم بين يدي الحكم ليتوصل به المعطي إلى مراده، انتبه ما يقدّم بين يدي الحكم لإيش؟ ليتوصل به المعطي الراشي إلى مراده، مأخوذة من الرشاء والرشاء هو الحبل الذي ينزّل إلى البئر ليغترف الماء منه، فهذه الرشوة من جنس الحبل الذي يكون في الدلو وينزل في البئر لأجل استنباط الماء منه أو استخراج الماء منه فهذه هي الرشوة وأما المرتشي واضح.