وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ: ( ترى الشمس؟ ) قال: نعم، قال: ( على مثلها فشاهد أو دع )أخرجه ابن عدي بإسناد ضعيفٍ وصححه الحاكم فأخطأ. حفظ
الشيخ : نبدأ درس جديد.
يقول وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: ( ترى الشمس؟ قال: نعم، قال على مثلها فاشهد أو دع ) قال لرجل ترى الشمس من هذا الرجل نقول هذا لا يعنينا أن نعرفه المهم معرفة القضية والحكم، وأما تعيين الرجل فلا شك أنه زيادة علم لكنه ليس ضروريًّا في ثبوت الحكم، ولهذا يأتي مثل هذا كثيرًا.
وقوله: ( ترى الشمس ) من المعلوم أن الرسول يعلم أنه يرى الشمس لأنه مبصر، لكن قال ذلك ليبني عليه ما بعده وهو قوله: ( على مثلها فاشهد ).
وقوله: " نعم " حرف جواب، وقوله: ( على مثلها فاشهد ) الجار والمجرور متعلق بقوله: ( اشهد ) والفاء هنا مزيدة لتحسين اللفظ ولو حذفت لاستقام الكلام بدونها لو قال على مثلها اشهد استقام الكلام، لكنها زيدت لتحسين اللفظ كزيادتها في قوله تعالى: (( فإياي فارهبون )) والأصل إياي ارهبون، و... أيضًا إعرابات أخرى لكن أتيت بها على سبيل التنظير.
قال: ( على مثلها اشهد أو دع ) يعني إن ظهر لك الأمر جليًّا كما ترى الشمس فاشهد وإلا فلا تشهد دع.
يقول المؤلف: " أخرجه ابن عدي بإسناد ضعيف وصححه الحاكم فأخطأ " فالمؤلف رحمه الله جزم بأن هذا الحديث إسناده ضعيف، ولكنه مع ضعف إسناده متنه صحيح كما يدل على ذلك قول الله تعالى: (( إلا من شهد بالحق وهم يعلمون )) ولأن الشهادة هي الإخبار عن يقين، فلابد فيها من علم من علم متيقن كما يتيقن الإنسان الشمس إذا رآها.
فالحديث سنده ضعيف كما قال المؤلف ونحن نقلد المؤلف في هذا، ولكن متنه صحيح ولابد من أن يؤخذ به.
في هذا الحديث على تقدير صحته أنه ينبغي للإنسان أن يقرر الأحكام بالأمور المحسوسة لقوله: ( ترى الشمس ) وذلك لأن تقريب المعقول بذكر المحسوس من حسن صناعة التعليم كما قال الله تعالى: (( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون )) ومن فوائد الحديث.