فوائد حديث :( عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم مسروراً تبرق أسارير وجهه ... ). حفظ
الشيخ : ففي هذا الحديث فوائد منها: أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر يلحقه ما يلحق البشر من السرور والحزن لقولها: " دخل عليّ مسرورًا ".
ومنها أيضًا: أنه ينبغي للإنسان أن يسر بمثل هذه الأمور التي يبين بها الحق وينجلي بها وتزول بها التهم عمن ليس من أهلها، لأن القلب الحجري لا يبالي لا يسر بما يسر ولا يحزن بما يحزن تجد قلبه حجريًّا لا يتأثر، والإنسان الرقيق اللين هو الذي يتأثر بمثل هذه الأمور سرورًا أو حزنًا.
ومنها: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على حماية الأعراض وكما أن الله عز وجل يحمي الأعراض بحد القذف ثمانين جلدة وألا تقبل له شهادة أي القاذف ويكون إيش؟ فاسقًا، فكذلك النبي عليه الصلاة والسلام يحب حماية الأعراض.
ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم من خير الناس لأهله بل هو خير الناس لأهله حيث دخل على أفضل نسائه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأخبرها الخبر، مما يدل على أنه ينبغي للإنسان أن يكون مع أهله ممتزجًا مختلطًا لا يخفي عليهم شيئًا كما أن أهله لا ينبغي أن يخفوا عليه شيئًا.
ومنها: أن اختلاف اللون بين الأب وابنه أو بين الأم وابنها لا يستلزم التهمة اختلاف اللون بين الأبوين والولد لا يستلزم إيش؟ التهمة ويدل لذلك أيضًا ما ثبت في الصحيحين أن رجلًا قال: يا رسول الله " إن امرأتي ولدت غلامًا أسود " وكان الرجل وزوجه غير أسودين، وكأنه إما أنه يعرّض بامرأته وإما أنه يسأل الرسول كيف كان ذلك؟ الكلام محتمل إما أنه يعرّض المرأة وإما أنه يسأل كيف يكون هذا؟ يعني كيف يولد غلام أسود من بين أبوين أبيضين؟ وكان الرجل أعرابيًّا صاحب إبل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( هل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: ما ألوانها؟ قال: حمر، قال: هل فيها من أورق؟ قال: نعم ) والأورق هو الذي لونه أبيض وفيه شيء من السواد كلون الفضة التي تسمى الورق قال: ( من أين أتاها ذلك؟ قال: لعله نزعه عرق ) عرق من أين من آبائه أو أجداده أو أمهاته فقال: ( فابنك هذا لعله نزعه عرق ) اللهم صلّ وسلم على رسول الله شف التعليم يعني ذكر الدليل قبل الحكم حتى يأتي الحكم والإنسان مقتنع تمامًا، فهذا اللون لا يؤدي إلى يعني لا ينبغي أن يكون سببًا للتهمة، فإنه قد يكون هناك عرق سابق مع أن قضية أسامة وأبيه قريبة، المسألة من الذي نزعه في هذا الأم قريبة أم مباشرة.
ومن فوائد الحديث: العمل بالقيافة وجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرها وسرّ بها أي بالحكم بها سرّ بالحكم بها والنبي عليه الصلاة والسلام لا يقرّ على باطل ولا يسرّ بالباطل، فالقيافة حكم شرعي دلت السنة عليه مبنية على أي شيء على الشبه، ولهذا نقول: القافة هم قوم يعرفون الأنساب بالشبه، والقائف هو الذي يعرف الإنسان بإيش؟ بالشبه طيب، ولهذا قال العلماء رحمهم الله: إذا تنازع رجلان في غلام ولا بينة لأحدهما فإنه يعرض على القافة فمن ألحقته به لحقه، لكن لو ألحقته بالاثنين جميعًا هل يلحق؟ الفقهاء يقولون نعم، يقولون نعم يمكن أن يلحق بالأبوين جميعًا، لكن الأطباء يقولون لا لا يمكن أن يلحق بأبوين فهل نرجع إلى كلام الفقهاء المبني على النظر أو نرجع إلى كلام الأطباء المبني على المحسوس؟ ما تقول يا رشاد؟
الطالب : الثاني يا شيخ.
الشيخ : الثاني.
الطالب : لعله دليل.
الشيخ : نعم.
الطالب : لعله دليل من الكتاب أو السنة بهذا.
الشيخ : اللي هم.
الطالب : القفاة.
الشيخ : إيه نعم.
الطالب : فإذا كان الأمر بالنظر فيؤخذ بالمحسوس.
الشيخ : بالأمر المحسوس طيب، على كل حال هذه ما لنا فيها دخل ولا المهم العمل بالقافة، وجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرّها وسرّ بها ولا يقرّ على باطل ولا يسرّ بباطل طيب .
فإذا قال إنسان عن شخص مشتبه بنسبه قال: هذا ولد فلان ولم يدّعيه أحد فهل يحكم له به؟ الجواب نعم يحكم له به ما لم يكذبه الحس، فإن كذبه الحس فإنه لا يحكم له به، مثل أن يقول هذا ولد فلان وللغلام خمس سنوات وللآخر ثمان سنوات يمكن هذا.
الطالب : لا يجوز.
الشيخ : ليش؟
الطالب : ولده وهو.
الشيخ : يعني ولده وهو ثلاث سنين ما يمكن فعلى كل حال إذا كذبه الحس فلا يقبل قوله، لكن ما دام قوله ممكنًا فإنه يحكم بقوله، وهل يلحق بالنسب غيره؟ بمعنى لو أن القائف حكم بشيء من الأموال أو من الحقوق فهل يلحق بالنسب أو لا؟ في هذا خلاف بين العلماء منهم من قال: إنه يلحق لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما حكم بالقافة، لأنها دليل ما هو لأنه حكمت بنسب، والدليل يكون في كل شيء، ومنهم من قال: إنه لا يكون إلا في النسب وذلك لأن الشارع له تشوّف لثبوت الأنساب ولا يساويه غيره، لكن العمل الآن العمل على الأول أنه يعمل بالقياس، لكنه يؤخذ الإنسان ويقرر حتى يقر، فلو قال القائف: هذا الأثر قدم فلان فإنه يحكم بذلك ويؤتى بالرجل ويقرر ولا يقال إننا لا نلتفت لقول القائف إطلاقًا، ولقد حدثني بعض القافة أنه إذا رأى قدم إنسان فكأنما رأى وجهه ولا فيه التباس حتى يقول وإن لم أكن أعرفه وهذه ضعيفة، نعم والقافة أيضًا يعرفون أثر البعير إذا كانت كبيرة أو صغيرة أو حاملًا أو غير حامل، بل إنهم يصلون إلى اللون يعرفون لونها وهذا شيء غريب يعني لولا أنهم يستندون بالأمور المحسوسة لقلنا إنهم يدعون الغيب وليس كذلك، وكان في هذا البلد قائف يجيد القيافة تمامًا فتسلق رجل سارق الجدار وسرق وكان من أقارب أهل البيت، بمعنى أنه تبعد تهمته فجاء هذا القائف فرأى إبهامه في الجدار لما أراد يتسلق أثّر إبهام رجله في الجدار، فقال لمن معه وكان الذي معه خدم الأمير قال انصرفوا عرفنا الرجل، نعم بإيش؟ بإبهام رجله سبحان الله وقال انصرفوا ولا أخبرهم به، فذهب الرجل القائف إلى صاحبه وقال يا فلان ليش تسرق من هؤلاء أقاربك وأرحامك؟ يعني أنسابك يعني بالقرابة ما هو بالمصاهرة قال أبدًا أبدًا مين قالك؟ ما تلقى تتهم إلا أنا قال على كل حال أنا علمتك أنت تبي تعطيني إياه أوصله لهم ولا أعلمك فهذا المطلوب وإلا ماعندي إشكال أنه أنت السارق، فلما عرف الأمر أعطاه المسروق إيه نعم لكنه يعني ناس حذّاق فالصحيح هو أنه يعمل بالقيافة حتى في الأموال، وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وربما يستدل لذلك بقصة داود وسليمان (( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين )) فإنه لا يدرى أنها نفشت إلا بالأثر، نعم؟
الطالب : بارك الله فيك حديث ... عدم الاتهام بلون المولود فيه ...