وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وارزقني علماً ينفعني ) رواه النسائي والحاكم. وللترمذي من حديث أبي هريرة نحوه، وقال في آخره: ( وزدني علماً، الحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار ) وإسناده حسنٌ. حفظ
الشيخ : " وعن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وارزقني علما ينفعني ) رواه النسائي والحاكم وللترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه نحوه وقال في آخره ( وزدني علما الحمد لله على كل حال وأعوذ بالله من حال أهل النار ) وإسناده حسن "
هذا الحديث يحث على العلم والمراد بالعلم العلم النافع ولهذا قال ( اللهم انفعني بما علمتني ) بعده ( وارزقني علما ينفعني ) فسأل الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاث مسائل
الأولى انفعني بما علمتني وذلك أن الإنسان قد يعلم ولا ينفعه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن ينفعه بما علمه
أيضا ( علمني ما ينفعني ) وهذا سؤال الاستزادة الاستزادة من العلم لكن الذي ينفع قال ( وارزقني علما ينفعني ) هذا في المستقبل ارزقني علما ينفعني لأن الماضي سبق سؤاله اللهم انفعني بما علمتني والحاضر علمني ما ينفعني والمستقبل إيش ( ارزقني علما ينفعني ) وخلاصة هذا الدعاء أن الإنسان محتاج إلى العلم ومحتاج إلى الانتفاع بالعلم فإن لم يعلم فهو جاهل وإن لم ينتفع فهو مستكبر ففيه فضيلة الدعاء بهذا وأما رواية الترمذي ففيها أيضا زيادة قال ( وزدني علما ) يعني علما فوق علم لأن كل إنسان محتاج إلى زيادة العلم وفوق كل ذي علم عليم
فإن قال قائل هل يوصف الرسول بالجهل نقول قال الله تعالى وهو أعلم به (( ووجدك ضالا فهدى )) وقال (( وعلمك ما لم تكن تعلم )) وقال (( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا )) وهذا من أعظم فضل الله عليه أنه كان عليه الصلاة والسلام أميا لا يقرأ ولا يكتب وليس عنده شيء من علم الكتاب (( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك )) لكن علمه الله هذا العلم العظيم الذي علم به الأمم إلى يوم القيامة (( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا )) يعني وإنهم كانوا (( من قبل لفي ضلال مبين ))
( الحمدلله على كل حال ) وهذه كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها إذا وجد ما يسؤوه وإذا وجد ما يسره قال ( الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ) وما يوجد الآن من عبارة بعض الناس " الحمدالله الذي لا يحمد على مكروه سواه " هذه عبارة مبتدعة وخير منها ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام ( الحمدلله على كل حال )
( وأعوذ بالله من حال أهل النار ) حالهم في الدنيا أو في الآخرة
الطالب : في الدنيا والآخرة
الشيخ : في الدنيا والآخرة حالهم في الدنيا الضلال والغي والفساد والعياذ بالله حالهم في الآخرة النار والعذاب فأنت تستعيذ بالله من حال أهل النار في الدنيا والآخرة لأن أهل النار سبب ضلالهم إما الجهل وإما الاستكبار إما الجهل ويكون مع الناس (( إنا وجدنا على آباءنا على أمة وإنا على أثارهم مهتدون )) أو (( مقتدون )) وإما الاستكبار فلهذا أتى بعد سؤال العلم بقوله ( وأعوذ بالله من حال أهل النار )