وعن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه ، فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمةً أو لقمتين ) . متفق عليه ، واللفظ للبخاري . حفظ
الشيخ : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا أتى أحدكم خادمُه بطعامه ، فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمةً أو لقمتين ) متفق عليه " :
( إذا أتى أحدكم خادِمُه ) : لماذا صار الذي يلي الفعل منصوباً والآخر مرفوعاً ؟
لأنه من باب تقديم المفعول على الفاعل ، وتقديم المفعول على الفاعل جائز ومنه قوله تعالى : (( وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه بكلمات )) ، وقوله : ( إذا أتى أحدكم خادمُه بطعام ) أي بطعام السيد ، ( فإن لم يُجلسه فليناوله لقمة أو لقمتين ) متفق عليه : يعني فالأفضل أن يجلسه معه ، لأن في ذلك فائدتين : الفائدة الأولى : التواضع حيث يجعل الخادم يأكل معه .
والفائدة الثانية : جبر خاطر الخادم ، لأنه إذا قال : اجلس تفضل كل فإنه يجبر خاطره ، ولكن لو لم يفعل فلا حرج عليه ، لأن الخادم نفسه أيضًا لا يكون في قلبه شيء على سيده إذا لم يجلسه معه ، لأنه يعرف نفسه أنه خادم ولكن يقول : ( فليناوله لقمة أو لقمتين ) : يعني لا يحرمه منه يعطه ولو بعض الشيء .
متفق عليه واللفظ للبخاري : وهنا نسأل ما وجه مناسبة هذا الحديث لباب الحضانة ؟ نعم ؟
الطالب : السيد يقوم على إطعام ومصالح هذا الخادم .
الشيخ : نعم ، إي نعم .
الطالب : لأن الزوجة إذا حضنته يكون يخدم زوجها .
الشيخ : لا لا هذا بعيد .
الطالب : إذا كان معاملة الخادم بهذه الطريقة فمعاملة الولد من باب أولى تكون بالرفق .
الشيخ : طيب ، نعم .
الطالب : إذا كانت تربية الخادم مهمة ، من باب أولى أن يهتم بالحضانة .
الشيخ : تغذية الجسم .
الطالب : تغذية الجسم نعم من باب أولى في الحضانة .
الشيخ : على كل حال هي المناسبة لها عدة أوجه منها : ما ذكره الإخوان وهو أنه إذا كان الإنسان يلاطف الخادم هذه الملاطفة فملاطفته للمحضون من باب أولى ، لأنه إذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام أمرنا وأرشدنا إلى أن نلاطف الخدم وهم خدم فما بالك بالمحضون ؟! فإذا جاء المحضون بالطعام فنقول : أجلسه معك أو ناوله لقمة أو لقمتين ، وهذا أقرب ما يكون من المناسبة .
ومنها : أنه إذا كان يجب علينا تغذية الأبدان في مَن ولَّانا الله عليه فتغذية الأرواح من باب أولى .