فوائد حديث : ( انظرن من إخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة ) . حفظ
الشيخ : أما الحديث الثاني فمن فوائده :
وجوب الاحتياط في الخلوة وغيرها من المسائل التي الأصل فيها التحريم ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( انظرن مَن إخوانكن ) .
ومن فوائده : حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حماية بيته ، لأنه قال ذلك حين وجد عند عائشة رجلا ، وقالت : ( إنه أخوها من الرضاع ) .
ومن فوائده أيضًا : أنه يجب علينا أن نتبع الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا ، وأن ننظر مَن يأتي إلى أهلنا ، حتى لو فُرض أنها من النساء التي يخشى منها فإن علينا أن ننتبه ، وذلك لأنَّ أهلك يحتاجون إلى رعايتك وأنت مسؤول عنهم .
ومنها : ثبوت لقب الأُخوة بالرضاع ، وكذلك الأمومة وكذلك الأبوة ، ففي القرآن : (( وأمهاتكم الاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرَّضاعة )) : ولم يأت في القرآن آباؤكم ، ما أتى في القرآن ، لكن أتى بعموم السنة وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( يحرم من الرَّضاع ما يحرم من النسب ) .
ومن فوائد هذا الحديث : أن الرضاع لا يؤثر إلا إذا كان نافعاً من المجاعة ، وهذا كناية عن كون الطفل لم يفطم ، لقوله : ( إنما الرضاعة من المجاعة ) . ومن فوائده : أن السنة تخصص القرآن وذلك من وجهين :
الوجه الأول هنا : أن زمن الرضاعة محدود . والوجه الثاني : العدد في الحديث الأول ، فإن السنة بينت أن ما دون الثلاث لا يؤثر مع أن ظاهر القرآن : (( وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم )) ظاهره إيش ؟
الطالب : الإطلاق .
الشيخ : الإطلاق ، وأنه يحصل التحريم برضعة واحدة ، لكن السنة تقيد القرآن وتخصصه تقيد مطلقه وتخصص عامه .
ومن فوائد هذا الحديث : الرد على من قال : إن رضاع الكبير محرم ، لقوله : ( إنما الرضاعة من المجاعة ) نعم .
ومن فوائده أيضًا : أنه يدل على أن العبرة في زمن الرضاعة بالفطام لا بالسن ، وحينئذ يحتاج إلى الجمع بينه وبين قوله تعالى : (( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين )) ، وقد ذكرنا الجمع فيما سبق فمن يستحضره ؟ نعم ؟
الطالب : يا شيخ قلت -أستحضر القول- إن الرضاع سنتين لكن بعضهم يفطم قبل السنتين ، والراجح أن الرضاعة قبل الفطام تكون .
الشيخ : نعم .
الطالب : شيخ هذا عند التنازع وليس بيقين ؟
الشيخ : ولهذا قال : (( فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما )) طيب .