وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا رضاع إلا ما أنشز العظم ، وأنبت اللحم ) . أخرجه أبو داود . حفظ
الشيخ : " وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا رضاع إلا ما أنشز العظم ، وأنبت اللحم ) أخرجه أبو داود " : هذا الحديث يشبه الحديث الأول : ( لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء ، وكان قبل الفطام ) .
يقول : ( لا رضاع إلا ما أنشز العظم ) : أنشر العظم ، العظم ينشز العظم بواسطة الأعصاب ، فالأعصاب حبال تشد بعض العضلات إلى بعض ، قال الله عز وجل في الذي أماته الله مئة عام ثم بعثه : (( قال كم لبثت قال لبثت يومًا أو بعض يومٍ )) وهو قد بقي مائة سنة قال : (( بل لبثت مائة عامٍ فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنَّه ، وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس ، وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثمَّ نكسوها لحمًا )) : سبحان الله !! هذه من آيات الله ، طعامه وشرابه لم يتسنه لم يتغير ، وقد ذكروا أن شرابه ماء ، وأن طعامه عنب .
العنب يبقى مئة سنة لا يتغير ، والماء مائة سنة لا يتبخر ولا يأسن ما يتغير أيضا ، والحمار يموت ويفنى وتبقى عظامه تلوح ، وكان مقتضى العادة أن الطعام يخرب قبل أن يموت الحمار ، لكن هذه من آيات الله عز وجل ، قادر على حفظ ما يتغير فلا يتغير ، وعلى الثاني يغيره وإن كان تغيير الحمار قد يكون طبيعيًا ما نعرف على كل حال ، قال : (( وانظر إلى العظام كيف ننشزها )) : نداخل بعضها ببعض ونشدها بالعصب ، (( وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثمَّ نكسوها لحمًا )) : فصار ينظر إلى حماره ، ينظر إلى حماره تقوم العظام بعضها إلى بعض وتنشز بالعصب وتكسى اللحم : يعني كأن أحدا أمامه يفعل هذا الشيء بكلمة الله عز وجل .
(( فلمَّا تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قديرٌ )) نعم .
وقوله : ( وأنبت اللحم ) نعم مثل الأول ، والمراد أنه يتغذى به الإنسان ويتأثر به نموا فهذا هو الرضاع ، وعليه فيكون هذا الحديث شاهدا للحديث الأول فيقوى به ، ما الفرق بين الشاهد والمتابع ؟ نعم ؟ إي نعم !
الطالب : الشاهد ما كان من حديث صحابي آخر ويشهد لنفس الحديث .
الشيخ : يعني ما جاء من طريق صحابي آخر فهو شاهد .
الطالب : المتابع من نفس طريق الصحابي لكن اختلف الرواة .
الشيخ : المتابع شيخ آخر تابع الشيخ في شيخهما ، وفائدته تقوية المتابَع ، مثل يروي زيد عن عمرو حديثا وزيد فيه بعض الشيء ، فيأتي بكر فيروي عن عمرو بكر يسمى إيش ؟ متابعًا ، والمتابعة في المصطلح تعرفونها تامة وناقصة طيب .