وعن زياد السهمي قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسترضع الحمقى . أخرجه أبو داود وهو مرسل وليست لزياد صحبة . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله- فيما نقله : عن زياد السهمي في كتاب الرضاع من * بلوغ المرام * قال : " ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسترضع الحمقى ) " :
أن تسترضع الحمقى : يعني أن نطلب أن ترضع أولادنا ، والحمقى ناقصة العقل ، يقال : فلان أحمق ، أي : ناقص العقل سيء التصرف ، وذلك أن إرضاعها قد يؤثر في الرضيع ، لأنه إذا تغذى البدن على شيء فإنه يتأثر به ، ولهذا : ( نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير ) ، لأن الإنسان إذا تغذى بهما استفاد منهما السبعية ومحبة العدوان ، فلهذا نهي عن كل ذي مخلب من الطير وكل ذي ناب من السباع ، كذلك المرأة الحمقى لا ينبغي أن نسترضعها لأولادنا ، لأن ذلك يكسب الرضيع من أخلاقها .
ولكن المؤلف يقول : " أخرجه أبو داود وهو مرسل وليست لزياد صحبة " : ومن ثم صار مرسلا ، لأن المرسل هو ما رفعه التابعي أو الصحابي الذي لم يسمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فالمرسل نوعان :
إما مرفوع تابعي وهذا نعلم أنه لم يجتمع بالرسول عليه الصلاة والسلام .
أو صحابي لم يسمع من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، مثل رواية محمد بن أبي بكر ، فإن محمد بن أبي بكر صحابي لكنه لم يسمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ أنه ولد في حجة الوداع .
وكذلك عبد الله بن أبي طلحة ، فإنه ولد وحنكه الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يبلغ أن يتحمل في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام فيكون ما رواه مرسلا ولكن هل يقبل المرسل ؟
في هذا تفصيل :
أما مرسل الصحابي فهو مقبول ، وأما مرسل التابعي فإن عُلم أنه لا يرسل إلا عن ثقة أو عن صحابي فهو مقبول ، وإلا فهو متوقف فيه حتى يُعلم حال الساقط مِن السند ، وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا صح الحديث ، إذا كان قد نهى عن استرضاع الحمقاء وعيبها أمر معنوي ، فكذلك لا ينبغي أن نسترضع من بها عيب خِلقي يمكن أن يؤثر على الطفل ، مثل أن تكون برصاء مثلا ، أو يكون فيها تشويه ، في خلقتها من التشويهات التي قد تؤثر ، فإنه لا ينبغي أن نسترضعها لأولادنا .