باب النفقات . حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف : " باب النفقات " :
النفقات جمع نفقة ، وهي : " كفاية من يمونه طعاما وشرابا وكسوة ومسكنا وعفافا " ، هذه خمسة أشياء : كفاية من يمونه طعاما وشرابا وكسوة ومسكنا وعفافا ، هذه هي النفقة ، وحكمها أنها واجبة ، ولكن لا بد فيها من شروط : الشرط الأول : عجز المنفق عليه ، عجز المنفق عليه ، بأن يكون معدِمًا عاجزا عن التكسب ، فإن كان غنيا فإن نفقته لا تجب لكن صلته واجبة إذا كان من الأقارب ، وإن كان معدِما لكنه قادر على التكسب ويمكن أن يتكسب فإنه لا نفقة له ، لإمكان استغنائه بكسبه عن غيره ، ومن يستعِف يعفه الله .
الشرط الثاني : غنى المنفِق ، أن يكون المنفق غنياً ، فإن كان فقيراً فإنه لا يلزمه الإنفاق ، وهل يلزمه أن يتكسبه لينفق ؟
الجواب : لا ، كما لا يلزمه أن يحصل المال من أجل وجوب الزكاة ، وذلك لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، وما لا يتم الوجوب إلا به فليس بواجب ، طيب .
الشرط الثالث : أن يكون موافقا في الدين ، اتفاق الدين ، الأحسن نقول : اتفاق الدين بين المنفِق والمنفق عليه ، فإن كانا مختلفين فلا نفقة ، كما لا إرث بينهما ، ودليل الإرث قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم ) .
الشرط الرابع : أن يكون المنفِق وارثًا للمنفَق عليه بفرض أو تعصيب ، إلا في عمودي النسب ، وهما الأصول والفروع ، فإن الشرط الرابع لا يُشترط فالشروط إذًا أربعة : الأول ؟ خالد !
الطالب : المنفَق عليه أن يكون معدم .
الشيخ : فقره كذا نقول ؟
الطالب : أو عجزه .
الشيخ : حاجة المنفق عليه ، إما لكونه فقيرا .
الطالب : أو عجزه عن نفسه .
الشيخ : طيب ، هذه واحدة . الثاني : غنى المنفق ، الثالث ؟
الطالب : اتفاق الدين .
الشيخ : نعم ، الرابع ؟
الطالب : أن يكون المنفق وارثا للمنفق عليه.
الشيخ : طيب بإيش ؟
الطالب : بالفرض أو التعصيب .
الشيخ : إلا .
الطالب : إلا في عمودي النسب .
الشيخ : إلا في عمودي النسب ، لقول الله تعالى : (( وعلى الوارث مثل ذلك )) قال : (( وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف )) إلى أن قال : (( وعلى الوارث مثل ذلك )) ، ولأن الوارث ينتفع بمال الموروث فكان لازما عليه أن ينفق عليه عند الحاجة ، طيب هذه الشروط .
ولكن اشتراط أن يكون موافقًا له في الدين في النفس منه شيء بالنسبة للأصول والفروع ، لأن الله قال في الوالدين : (( وإن جهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما وصاحبهما في الدُّنيا معروفًا )) ، ولكن قد يقال : إنه يصاحبهما في الدنيا معروفاً بدون التزام الإنفاق ، يعني يعطيهما ما تيسر وما أشبه ذلك .
أما أسباب النفقة فأسباب النفقة ثلاثة :
الزوجية ، والقرابة ، والولاء .