فوائد حديث ( تصدقوا ، فقال رجل : يا رسول الله ، عندي دينار ...). حفظ
الشيخ : من فوائد الحديث الثاني حديث أبي هريرة :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تصدقوا ) فيه فوائد :
الأول : مشروعية الصدقة لقوله عليه الصلاة والسلام ( تصدقوا ) فكل ما أمر به النبي عليه الصلاة والسلام فإنه مشروع ، فإن كان من العبادات فهو إما مستحب وإما واجب وإن كان من غير العبادات فإنه جائز ويكون الأمر للإرشاد .
وهنا الصدقة من العبادات ولا لا ؟ من العبادات وعلى هذا فتكون مستحبة في المستحب وواجبة في الواجب .
ومن فوائده أيضًا : أنه يشرع للإنسان أن يبدأ بنفسه أولا لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( تصدق به على نفسك ) .
ومن فوائده أن الإنفاق على النفس صدقة ، الإنفاق على النفس صدقة ، ولكن هي صدقة شرعا أما عرفًا فلا ، وعلى هذا فلو أن الإنسان حلف قال والله لأتصدقن ثم ذهب إلى المطعم وأفطر ، هل يكون برّ بيمينه ؟ هاه عُرفًا إيه عرفا لا ، لأن الصدقة عرفا إنما تكون لغير نفس الإنسان بل ولغير نفقته على زوجته وأهله ، فيستفاد من هذا : أن الصدقة في الشرع أوسع منها في العرف .
طيب ومن فوائده أيضا الترتيب فإن المصالح وأن الإنسان يبدأ بالأهم فالأهم لأن النبي عليه الصلاة والسلام أمره أن يبدأ هاه بماذا بنفسه ثم بولده أو بزوجته على اختلاف الروايتين ، والمشهور تقديم الزوجة ، وعللوا ذلك بأن الزوجة إذا لم ينفق عليها قالت طلقتني ، فإذا طلقها فقد فوّت مصلحة تعود إلى بخلاف الولد .
ومن فوائده جواز اتخاذ الخادم لقوله ( على خادمه ) وهذا إقرار من النبي عليه الصلاة والسلام على اتخاذ الخدم والسنة في ذلك كثيرة بل حتى في القرآن ما يدل عليه كما في قوله تعالى (( أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال )) . ولكن هل نقول إنه يقتصر فيه على الحاجة أو للإنسان أن يتخذ خدما ولو كثروا ؟ الجواب أنه ينبغي أن يقتصر في ذلك على الحاجة لأمور الأمر الأول : أن هؤلاء الخدم إذا كثروا لزمك من المؤونة والمراعاة والمسؤولية ما لا يلزمك لو كانوا أقل ، وهذا قد يتعبك بيوم من الأيام . وثانيًا : أن كثرتهم قد تؤدي إلى النزاع فيما بينهم لا يتفقون على شيء واحد حتى لو وجهّت كل واحد لعمل معين وجعلت المسؤولية فيه عليه خاصة فقد يتنازعون .
الثالث : أن كثرتهم قد تؤدي إلى الترف فينغمس الإنسان فيه وتغره الحياة الدنيا والرابع أن هذا قد يتخذ مباهاة بين الناس وأيهم أكثر خدما وحينئذ نقول فإذا جاز الخادم فينبغي أن يكون على قدر إيش على قدر الحاجة فقط .
طيب ومن فوائد الحديث : أيضا أن المفاضلات قد يكون لها غاية بمعنى أن الإنسان يبيّن له الأفضل حسب المراتب ثم يقال له الباقي أنت أبصر به ، ولكنه يشكل على هذا أن الإنسان أحيانا قد يرى أن هذا المفضَّل دون المفضل عليه في الأولوية وهذا ما يعبر عنه عند الفقهاء بقولهم : قد يعرض لمفضول ما يجعله أفضل من الفاضل .
فيقال في الجواب على هذا أن الحديث الذي معنا وأمثاله إنما يعني به من حيث الإطلاق أما إذا وجد مفضول يوجب أن نقدم المفضول على الفاضل فهذه أمور لها حكمها الخاص .
ومن فوائد الحديث جواز إخبار الإنسان عما عنده من المال لكن بشرط ألا يقصد بذلك المباهاة والمفاخرة الدليل على هذا : قول الرجل عندي دينار عندي آخر عندي آخر ولم يعنفه الرسول عليه الصلاة والسلام بل أقره ، لكن ينبغي أن يكون هذا إذا لم يتخذه على سبيل المفاخرة والمباهاة وإلا فلا.
ثم ينبغي أيضا ألا يخشى بذلك ضررا فإن خشي بذلك ضررًا فإنه لا ينبغي أن يخبر بذلك ، لا ينبغي أن يخبر بذلك ، مثال ذلك لو كان عندك مال كثير وأخبرت زوجتك بأن عندك مالا كثيرا أخبرت الزوجة بأن عندك مالا كثيرا هذا قد يكون فيه ضرر ماهو الضرر ؟ اثنين تبدأ هذه الزوجة كلما شافت عند الناس شيء قالت يالله عطنا مثله ما عندي يا بنت الحلال فلوس قالت توك تقول عندي فلوس واجد .
نعم تفتح عليك بابا وكذلك أيضا ضرر آخر حكى لي بعض الناس في زمن سبق أنه كان معه كيس فيه فشك ما أدري تعرفون هذا ولا لا تعرفونه ؟ طيب ... كيس وكان معه صاحب له في السفر فصاحبه في السفر ظن أن الذي معه دراهم أو دنانير ... فطمع فيه والعياذ بالله حدثته نفسه أنه يقتله ويأخذ اللي معه نعم يقول فلما كان ذات يوم جاء لمي وراح بعدين شوي ثم جاء وقال يبو فلان عطنا البندق إني رأيت أرنبا عطتني بندقك يعني أقتل الأرنب فكان هذا الرجل ذكيا ثم إنه أحس منه برائحة نتن لأن الإنسان إذا كان عنده شيء من الفتنة كما يقولون ظهرت رائحة إبطيه وهذا قد جَرّب الأشخاص رجل عارف يقول فلما قال أبى البندق ... شميت رائحة كما يقولون الناس العامة رائحة إنتانه نعم قلت اصبر يا أخي ... يقول شق الكيس على طول وكب ... قال هذا ماهو دراهم هذا ... قال لا أبدا يا أبو فلان أبدا ما قصدت هذا ... القصد مثل هذه لو أخبرت الناس بما عندك من المال وأنت تخشى على نفسك فلا ينبغي أما إذا مثلا مؤونة فلا بأس نعم .
الطالب : ...
الشيخ : وكذلك أيضا قال وعن عائشة انتهى الكلام على الحديث