فوائد حديث : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة ... ) . حفظ
الشيخ : هذا الحديث فيه فوائد عظيمة منها:
جواز اللعب بالرماح والنبال وما أشبه ذلك في المسجد هكذا نقول لكن هل هو من السنة أو من الأمر الجائز ؟ الثاني من الأمر الجائز فلا نقول للناس اذا كان يوم العيد هاتوا البنادق والسيوف وسووا عرض في المسجد ولكن هذا مشروط بشيئين:
الشيء الأول ألا يتأذى المسجد أو أهله بهذا اللعب
الشرط الثاني أن يكون ذلك لغرض صحيح وهو أن يعلم أعداء الإسلام أن دين الإسلام دين يسر وسهوله وإعطاء النفوس حظها من المرح واللعب في الأيام المناسبة
ومن فوائد هذا الحديث أنه لا حرج في أيام الأعياد أن تقام مثل هذه الأفعال لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أقر الحبشة على هذا لكن قلنا إنه لابد أن يكون هناك مصلحة إذا كان في المسجد أما في غير المسجد فهو من الأمور المباحة ولهذا لما أنكر أبو بكر رضى الله عنه على الجاريتين اللتين تغنيان قال النبي صلى الله عليه وسلم ( دعهما فإنها أيام عيد ) وهذا مما يدل على كمال الإسلام أنه يعطي النفوس بعض الحرية والانطلاق في المرح واللعب لأن الطبيعة البشرية لا يمكن أن تبقى النفس مكبوتة لا تتحرك ولا تمرح ولا تمزح لا بد من شيء ولكن في حدود ايش ؟
الطالب : الشرعية.
الشيخ : الشرعية
ومن فوائد هذا الحديث حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة أهله وقد قال عن نفسه صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) اللهم صلى وسلم عليه وهكذا ينبغي للإنسان أن يدخل السرور على أهله حتى في هذه الأمور بشرط ألا يحصل في ذلك مفسدة فإن حصل في ذلك مفسدة فلا، فلا يمكن الإنسان أهله أن يذهبوا إلى محل الألعاب واللهو وفيه مثلا رجال ينظرون وأناس يخشى منهم الفتنة لا لكن لابأس أن يخرجهم في بعض الأحيان حتى يحصل لهم من الفرح والمرح ماهو مقيد بالشريعة
ومن فوائد هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يعني يقول ( لها أشبعتي حتى قالت له شبعت ) يعني لم يجعلها تتفرج لمدة وجيزة ثم يتركها أبقاها حتى انتهت رغبتها وكذلك ينبغي في معاملة الأهل لاسيما في الشابات بنات أو زوجات أو ما اشبه ذلك لأن لكل مقام مقال ربما لو كانت عجوزا ممكن ما يهمها ذا ولا يهمها أن تنظر إليه لكن الشابة يجب أن يقدر لها قدرها
ومن فوائد هذا الحديث جواز نظر المرأة إلى الرجال جواز نظر المرأة إلى الرجال وجهه أن عائشة نظرت إلى الحبشة وهم رجال وأقرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فإن قال قائل كيف تقولون بهذا وقد قال الله تعالى (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ )) فالجواب أن الله قال (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ )) ايش؟ (( يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ))َ ومن للتبعيض والتبعيض لا يقتضي الكل لو كان لفظ الآية (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ أَبْصَارِهِنَّ )) لكان في هذا إشكال مع هذا الحديث لكن يغضضن من أبصارهن وعليه فنقول الآية لا تعارض هذا الحديث لأن لما دخل عليها من صار الواجب غض بعض البصر ومتى يكون واجبا إذا خيفت الفتنة لو كانت المرأة تنظر إلى الرجال تتمتع بالنظر إليهم أو تتلذذ بالنظر إليهم صار هذا حرام
فإن قال قائل ما الجواب عن حديث عبد الله بن مكتوم حين ( دخل على زوج الرسول صلى الله عليه وسلم فأمرهما أن تحتجبا فقالا يا رسول الله إن الرجل أعمى فقال أفعمياوان أنتما ) فالجواب أن هذا الحديث ضعيف لا يصح وإذا كان ضعيفا سقطت المعارضة به لأنه لا يقاوم الصحيح إلا ما كان صحيحا أما إذا كان ضعيفا فلا يعتبر معارضا ،قال أهل العلم ويدل على ذلك أننا نحن لم نؤمر بالحجاب لأن لو كان نظر المرأة مثل الرجل لقلنا للرجل غط وجهك كما قلنا للمرأة تغطي وجهها ... لصار نظر الرجال إليهم محرما .
وقوله رحمه الله الحديث وتقرأ الحديث بالنصب ويكون التقدير اقرأ الحديث أو أتمم الحديث وربما يكون... أي إلى الحديث أي إلى نهايته