فوائد حديث ( من صام اليوم الذي يشك فيه ...). حفظ
الشيخ : طيب يستفاد من هذا الحديث فوائد:
أوّلاً: تحريم صوم يوم الشّكّ، لأنّ عمّارا جزم بأنّه معصية، والأصل أنّ ما أطلقت عليه المعصية فهو حرام، وهذا القول هو القول الرّاجح، لا سيما أنّه مؤيّد بحديث أبي هريرة السابق وهو: ( لا تقدّموا رمضان بصوم يوم أو يومين ) .
طيب فعليه نقول: تقدّم صوم رمضان بيومين مكروه وبصوم يوم حرام ، لكن بشرط أن يكون هذا اليوم يومَ شكّ، أمّا إذا كانت السّماء صحوًا فصوم ذلك اليوم مكروه لحديث أبي هريرة.
ومن فوائد الحديث: جواز ذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بغير وصف الرّسالة لقوله؟
الطالب : أبا القاسم.
الشيخ : ( فقد عصى أبا القاسم ) ، لأنّ باب الخبر أوسع من باب الطّلب ، فالرّسول عليه الصّلاة والسّلام ما ينادى باسمه سواء كان اسمًا أو كنية، نعم لكن عندما يُخبَر عنه يجوز أن يخبر عنه باسمه فيقال: قال محمّد وقال أبو القاسم وما أشبه ذلك، نعم، لكن أيّهما أولى أن نقول هكذا أو أن نصفه بالرّسالة؟
الطالب : نصفه بالرّسالة.
الشيخ : أن نصفه بالرّسالة أولى، لا سيما وأنّنا إذا ذكرناه فإنّما نذكره على سبيل أنّه مُشرِّع، ومعلوم أنّ وصف الرّسالة ألصق بالتّشريع من ذكر اسم العلم سواء كان اسماً أو كنية، لكن هذا على سبيل الجواز.
ومن فوائد الحديث: جواز التّعبير عن اللّفظ بمعناه، أو بعبارة أخرى: جواز رواية الحديث بالمعنى، كيف ذلك؟
لأنّ عمّارا عبّر عن قول الرّسول بالمعنى، ما ساقه بلفظه.
فإن قلت: لماذا لم يسقه بلفظه؟ أليس سوقه بلفظه أولى؟
فالجواب: بلى، لكن قد يكون الصّحابيّ نسي اللّفظ الذي قاله الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لكن قد تيقّن أنّه قد نهى عن ذلك مثلا، ولكن نسي اللّفظ فعبّر بقوله؟ نعم؟
الطالب : عصى أبا القاسم.
الشيخ : عصى أبا القاسم صلّى الله عليه وسلّم، نعم.