وعن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له ) . رواه الخمسة ، ومال الترمذي والنسائي إلى ترجيح وقفه ، وصححه مرفوعاً ابن خزيمة وابن حبان . وللدار قطني : ( لا صيام لمن لم يفرضه من الليل ). حفظ
الشيخ : درسنا الجديد: " وعن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من لم يبيِّت الصيام قبل الفجر فلا صيام له ). رواه الخمسة، ومال الترمذي والنسائي إلى ترجيح وقفه، وصححه مرفوعاً ابن خزيمة وابن حبان.
وللدارقطني: ( لا صيام لمن لم يفرضه من الليل ) "
:
قوله: ( من لم يبيّت الصّيام ) يعني نيّة الصّيام، وقوله: ( قبل الفجر ) يعني ولو في آخر اللّيل، لأنّ البيتوتة في الأصل هي النّوم في اللّيل يسمّى بيتوتة، وقوله: ( فلا صيام له ) لا: نافية للجنس، وصيام اسمها، وله خبرها، هذا النّفي هل هو نفي للكمال أو للوجود أو للصّحّة؟
الطالب : للصّحّة.
الشيخ : الجواب نشوف نمشي، الأصل في النّفي نفي الوجود، هذا الأصل فإذا وجد انتقلنا من نفي الوجود الحسّي إلى نفي الوجود الشّرعي، ونفي الوجود الشّرعي معناه عدم؟
الطالب : الصّحّة.
الشيخ : الصّحّة فيكون نفيا للصّحّة، فإن لم يمكن ذلك بأن ثبت وجوده شرعا وصحّته شرعا انتقلنا إلى نفي الكمال، فأيّ إنسان يدّعي في مثل هذه الصّيغة أنّه نفي للكمال فإنّنا لا نقبل قوله إلاّ بدليل.
طيب فإذا قلنا: لا ربّ إلاّ الله، هاه؟
الطالب : للوجود.
الشيخ : نفي للوجود؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نفي للوجود؟
الطالب : لا يا شيخ.
الشيخ : لا ربّ إلاّ الله؟
الطالب : نفي للصّحّة.
طالب آخر : نفي للوجود.
الشيخ : يعني ما يوجد ربّ إلاّ الله.
الطالب : أي نعم.
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : نفي للوجود؟
الطالب : نفي للصّحّة يا شيخ.
الشيخ : يا أخي ما فيه صحّة هذا، الصّحّة والبطلان في الأحكام، انتبهوا لا بعد تأتون بداهية، نعم الصّحّة والبطلان للأحكام، إنّما الأخبار يقال: صدق أو كذب.
الطالب : لكن يوجد أرباب كاذبة.
الشيخ : لا، الرّبّ عند الإطلاق إنّما يكون لله عزّ وجلّ.
طيب إذا قلنا ( لا إيمان لمن لا يأمن جاره بوائقه ) ؟
الطالب : نفي للكمال.
الشيخ : كمال؟
الطالب : نعم.
الشيخ : صحّ، لأنّ أصل الإيمان موجود عند هذا الرّجل كذا، ( لا صلاة بغير وضوء ) ؟
الطالب : للصّحّة.
الشيخ : نفي للصّحّة، تمام؟
الطالب : نعم.
الشيخ : وانتبهوا الآن لئلاّ تقعون في اختلاف، إذا كان الكلام في الخبر فالنّفي؟
ينفى صدقه أو كذبه، إذا كان في الأحكام؟
الصّحّة والبطلان، لأنّ الخبر لا يقال: صحيح أو باطل إلاّ على سبيل التّجوّز وإنّما يقال: خبر صادق أو خبر كاذب.