فوائد حديث ( من لم يبيت الصيام قبل الفجر ...). حفظ
الشيخ : نعم فوائد الحديث:
من فوائد الحديث أوّلًا: وجوب النّيّة في الصّيام، لقوله: ( من لم يبيّت النّيّة فلا صيام له )، ويشهد لهذا ذلك الحديث العظيم الذي يعتبر ركنا عظيما من أركان الشّريعة، وهو حديث عمر: قول النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( إنّما الأعمال بالنّيّات وإنّما لكلّ امرئ ما نوى ).
ثانياً: أنّه لا بدّ أن تكون النّيّة قبل طلوع الفجر، لقوله: ( من لم يبيّت الصّيام قبل الفجر ) ووجه ذلك: لأجل أن تستوعب النّيّة جميع النّهار.
ومن فوائده أيضا: " أنّ ما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب "، أنتم الآن قلتم معي ما شاء الله كأنّكم فاهمين ، لكن من أين تؤخذ هذه الفائدة؟
الطالب : ما هو ؟
الشيخ : لكن ما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب، هاه؟
الطالب : لأن الصيام واجب فيكون تبييت النية واجب.
الشيخ : لأنّه لا يمكن استيعاب جميع النّهار إلاّ بنيّة قبل الفجر، وإلاّ فالأصل أنّ ابتداء الإمساك من طلوع الفجر لا قبله، لأنّ الله يقول: (( حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود )) ، لكن لما كان لا يتمّ استيعاب جميع النّهار إلاّ بنيّة قبل الفجر صارت النّيّة قبل الفجر واجبة، وهذا من باب ما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب.
ونظير ذلك قولهم في الوضوء: إنّه لا يمكن استيعاب غسل الوجه إلاّ بجزء من الرّأس، فلا بدّ أن يتناول الماء شيئا ولو كالشّعرة من الرّأس، وكذلك قالوا في مسح الرّأس.
المهمّ أنّه ما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب.
طيب فإن قلت: هل يجوز أن أبتدأ النّفل في أثناء النّهار؟
فالجواب: إن كان النّفل معيّناً فإنّه لا يصحّ إلاّ من قبل طلوع الفجر، مثلا أيّام البيض لا بدّ أن يصومها الإنسان من أوّلها وإلاّ صار صائمًا نصف يوم أو ربع يوم حسب ما ينوي، وكذلك الأيّام المعيّنة: كلّ معيّن لا بدّ أن ينويه قبل الفجر، أمّا النّفل المطلق فلا بأس كما سيأتي على خلاف في ذلك أيضا.