فوائد حديث ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ). حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد:
أوّلاً: مشروعيّة الفطر، كذا؟ من أين يؤخذ؟
الطالب : لأانه رتب عليه فضل.
الشيخ : بأنّ ما رتّب الفضل على صفة من صفاته فهو كذلك مشروع لتعذّر الوصف دون الأصل، دون الموصوف، فهنا رتّب الخير على تعجيل الفطر إذن الفطر مشروع.
ثم الفائدة الثانية: مشروعيّة تعجيل الفطر، ولكن متى يكون؟
يكون إذا تحقّق غروب الشّمس بالاتّفاق، لقول النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( إذا أقبل اللّيل من هاهنا وأدبر النّهار من هاهنا وغربت الشّمس ): فلا بدّ من تحقّقها.
أو غلب على ظنّه غروب الشّمس، إذا غلب على ظنّه الغروب فإنّه يفطر ويعجّل الفطر.
طيب إذا غلب على ظنّه عدم الغروب هل يعجّل؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، إذا شكّ وتردّد؟
الطالب : لا يجوز.
الشيخ : لا يجوز، إذا علم عدم الغروب؟
الطالب : يحرم.
الشيخ : طبعاً يحرم.
طيب يحرم في ثلاث مسائل، ويشرع في مسألتين:
يحرم إذا علم عدم الغروب، إذا شكّ في الغروب، إذا ترجّح عنده عدم الغروب، هذه حرام عليه، إذا علم عدم الغروب فالأمر واضح، إذا ظنّ عدم الغروب فكذلك أيضا، إذا شكّ فلماذا لا يجوز الفطر كما يجوز الأكل فيما إذا شكّ في طلوع الفجر؟
الطالب : الأصل بقاء الليل.
الشيخ : هاه لأنّ هناك الأصل بقاء اللّيل، وهنا الأصل بقاء؟
الطالب : النّهار.
الشيخ : النّهار، فلا يجوز مع الشّكّ، يجوز إذا تيقّن غروب الشّمس بأن شاهدها غابت، وهذا واضح بدليل الكتاب والسّنّة : (( ثمّ أتمّوا الصّيام إلى اللّيل )) ، والرّسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: ( إذا أقبل اللّيل من هاهنا وأدبر النّهار من هاهنا وغربت الشّمس فقد أفطر الصّائم ) .
إذا غلب على ظنّه جاز أيضا أن يفطر، بل يشرع أن يفطر، ودليل ذلك حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: ( أفطرنا في يوم غيم على عهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثمّ طلعت الشّمس ) ووجه الدّلالة من الحديث أنّهم لو تيقّنوا غروبها ما طلعت فدلّ هذا على أنّهم علموا بغلبة الظّنّ.
طيب إذا كان الإنسان في حجرة ليس لها نوافذ وغلب على ظنّه أنّ الشّمس غابت هاه؟
الطالب : يطلع يناظر.
الشيخ : ما هو بطالع.
الطالب : يخرج ليرى.
الشيخ : طيب نقول: إن كان هناك قرينة فإنّه يعمل بها، فإذا غلب على ظنّه أفطر، وإن لم يكن قرينة ولكن تباطأ النّهار فقط فإنه لا يفطر، السّبب أنّه قد يشتدّ جوعه نعم فيتباطأ النّهار، فهذا لا يفطر، لكن إذا كان عنده عادة مثلا لنفرض أنّ من عادته أنّه إذا صلّى العصر قرأ مثلاً إلى غروب الشّمس مثلا خمسة أجزاء، وقرأها اليوم فله أن يفطر بغلبة الظّنّ.
طيب السّاعة العمل بالسّاعات من غلبة الظّنّ أو من اليقين؟
الطالب : من اليقين.
الطالب : غلبة الظّنّ!
الشيخ : سبحان الله!
الطالب : من اليقين.
الشيخ : من اليقين؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لا ما هو صحيح، السّاعات تختلف.
الطالب : في الغالب.
الشيخ : لا، السّاعة يمكن تتقدّم ويمكن تتأخّر، ما هو صحيح هذا لكن لا شكّ أنّها مرجّحة.
طيب وهل يحتاط مثلا الإنسان بالنّسبة للسّاعة إذا قال: يعني أخشى أنّها مقدّمة مثلا هاه؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، إذا كان يخشى أنّ فيها اختلاف فليحتط لنفسه.
ومن فوائد الحديث: ثواب تعجيل الفطر وهو أن يكون الإنسان إيش؟ مصاحبا للخير مقترنا به لقوله: ( لا يزال النّاس بخير ).
ومن فوائد الحديث: تفاضل الأعمال، ووجه ذلك أنّه رتّب هذا الجزاء على تعجيل الفطر ولولا أنّه أفضل من تأخيره نعم ما رتّب الفضل عليه، فيؤخذ منه تفاضل الأعمال، وقد سبق لنا أمس وجه التّفاضل وأنّه من ستّة أوجه أو سبعة نعم.
طيب ومن فوائده: أنّ تأخير الفطر سبب لحصول الشّرّ، من أين يؤخذ؟
من المفهوم، المنطوق أنّ المعجّل بخير، فالمفهوم أنّ غير المعجّل؟
الطالب : بشرّ.
الشيخ : بشرّ.
ومنه نأخذ أنّ من يؤخّر الفطور من أهل البدع فهم في شرّ لأنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام يقول: ( لا يزال النّاس بخير ما عجّلوا بالفطر ).
والمراد بالخير هنا الخير الدّيني وليس الخير الدّنيوي، المراد الخير الدّينيّ وهو ما يعود على القلب بالإنشراح والنّور.
ومن فوائد الحديث: محبّة الله عزّ وجلّ لمبادرة عباده بإتيان رخصه، كيف؟
الطالب : لأنهم إن عجلوا الفطر فهم بخير.
الشيخ : لأنّه جعلهم في خير ما عجّلوا الفطر فأثابهم على ذلك، وهذا يدلّ على محبّته له سبحانه وتعالى لأنّ الدّلالة على الصّفة تكون بالمطابقة وبالتّضمّن وبالإلتزام، فإذا كان الله يثيب على هذا فهو إيش؟ يحبّه وإلاّ يكرهه؟
الطالب : يحبّه.
الشيخ : يحبّه، طيب وهذا في الحقيقة فرد من آلاف الأفراد المأخوذة من قوله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: ( إنّ رحمتي سبقت غضبي ) فكلّ ما فيه خير للعباد ورحمة وتيسير لهم فهو داخل في هذا الحديث القدسي بل هو أيضا داخل في القرآن، ما جاء في القرآن: (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )).
طيّب هل يؤخذ منه فائدة وهي كراهة التنطّع في الدّين؟
الطالب : نعم.
الشيخ : هاه؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، لأنّ تعجيل الفطر ينافي التنطّع، والمنتطّع الذي يقول: ما أفطر إلى أن يؤذّن مؤذّن الحيّ الذي أنا فيه هذا متنطّع.
في بعض الجهلة يشوف الشّمس غابت بعينه ولكن ما سمع المؤذّنين يقول: ما أفطر ليش؟ قال: ما بعد أذّن، والعبرة بغروب الشّمس إذا كنت في مكان مرتفع وشاهدت الشّمس غابت والنّاس ما بعد أذّنوا فأفطر ولا ينبغي لك أن تؤخّر، لأنّك إذا قدّمت فلا تزال بخير.