شرح حديث ( قال الله عز وجل : أحب عبادي إلي أعجلهم فطراً ). حفظ
الشيخ : " وللترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( قال الله عز وجل: أحبّ عبادي إليّ أعجلهم فطراً ) " :
قوله: ( قال الله عزّ وجلّ: أحبّ عبادي ) :
هذا يسمّى حديثا قدسيّا وهو: ما رواه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن ربّه، يرويه عليه الصّلاة والسّلام في ما يظهر، وهو أحد القولين يرويه بالمعنى، فاللّفظ ليس لفظ الله، بل هو لفظ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وصحّ أن ينسب إلى الله كما صحّ أن ينسب القرآن إلى فرعون وإلى صالح وإلى شعيب وإلى موسى وإلى غيرهم.
فالله تعالى يقول: (( قال موسى لقومه )) ، (( وقال فرعون )) ، فهل هذا اللّفظ الذي قال الله أنّ فرعون قاله مثلا هل هو لفظ فرعون؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا ليس إيّاه، وعلى هذا فنقول: إنّ الحديث القدسي القول بأنّه منقول بالمعنى أقرب من القول بأنّه منقول باللفظ، لو قلنا: إنّه منقول باللّفظ لكان هذا اللّفظ الذي ذكره الرّسول صلّى الله عليه وسلّم معجزًا، لأنّه كلام الله، ولو قيل كذلك لقلنا إذا اجتمعت أحاديث قدسيّة جمعت جميعا وجب أن لا تمسّ؟
الطالب : إلاّ بطهارة.
الشيخ : إلاّ بطهارة، ولو قلنا بذلك أيضًا: لكان الحديث القدسيّ أعلى سندا من؟
الطالب : القرآن.
الشيخ : من القرآن، لأنّ الحديث القدسي ينسبه الرّسول عليه الصّلاة والسّلام إلى الله مباشرة، والقرآن إنّما جاء بواسطة جبريل، ولهذا صارت رتبة الحديث القدسي بين الحديث النّبويّ والقرآن.
قال الله عزّ وجلّ: ( أحبّ عبادي إليّ أعجلهم فطرا ) :
أحبّ : هذا اسم تفضيل وهي مبتدأ ، وأعجلهم أيضا اسم تفضيل وهي خبر المبتدأ.
قوله: ( أحبّ عبادي ) المراد هنا بالعباد عبوديّة خاصّة، المراد بالعباد الذين تعبّدوا لله العبوديّة الخاصّة، وهي أيضاً: عبوديّة أخصّ لأنّ المراد بهم الصّائمون بدليل قوله هاه؟
الطالب : ( أعجلهم فطرا ).
الشيخ : ( أعجلهم فطرا ).