فوائد حديث ( من لم يدع قول الزور والعمل به ...). حفظ
الشيخ : فيستفاد منه فوائد:
منها: الحكمة من الصوم وأنّ من أعظم حكمه مع كونه عبادة أن يتجنّب الإنسان حال صومه هذه الأمور الثّلاثة، هل يدخل فيها ترك الواجب؟
الطالب : يدخل.
الشيخ : أي نعم يدخل فيها ترك الواجب، لأنّ ترك الواجب من الزّور بلا شكّ، ترك الواجب من الزّور فيدخل في ذلك ، يعني يدخل في أنه يجب أن نتجنّب هذا.
ويستفاد من الحديث أيضا: أنّ لهذه الأفعال الثّلاثة أو لهذه الأشياء الثّلاثة أثر بالغ على الصّوم، لقوله: ( فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ) ، لكن هل تبطل الصّوم؟
الطالب : لا.
الشيخ : جمهور أهل العلم على أنّها لا تبطل، على أنّها تحرم ويزداد تحريمها في حال الصّوم لكنّها لا تبطل الصّوم، إنّما ربّما تكون آثامها مكافئة لأجور الصوم ، وحينئذ يبطل الصوم من حيث الأجر لا من حيث الإجزاء، قال الإمام أحمد: وقد ذكر له عن بعض السّلف أنّ الغيبة تفطّر، قال : " لو كانت الغيبة تفطّر لم يبق لنا صوم "، نعم صحيح وإلاّ لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : صحيح، لو قلنا أنّ الإنسان إذا اغتاب رجلا فهو كما لو أكل تمراً لكان ما يبقى أحد صحيح الصّوم إلاّ نادرا، لأنّ كثيرا من النّاس اليوم نسأل الله لنا ولهم الهداية لا يبالون في غيبة النّاس.
طيّب ولأنّ القاعدة عند عامّة الفقهاء أنّ التّحريم إذا كان عامّا فإنّه لا يبطل العبادة بخلاف الخاصّ، المحرّم لخصوص العبادة يبطلها، وهذه القاعدة مرّت علينا في قواعد ابن رجب على: " أنّ التّحريم إذا كان عامّا لا يقتصر بالعبادة فإنّه لا يبطلها "، فمثلا الكذب والنّميمة والغشّ وما أشبه ذلك تحريمه؟
الطالب : عامّ.
الشيخ : عامّ، ما حرّم من أجل الصّوم، فلمّا كان التّحريم عامّا صار لا يبطل الصّوم.
أمّا ما حرّم من أجل الصّوم فإنّه يفسد الصّوم، ولذلك لو أكل أو شرب فسد صومه، لأنّه محرّم لخصوص الصّوم، وهذه قاعدة نافعة .
طيب لو أنّ رجلا لبس عمامة من حرير تبطل صلاته؟
الطالب : لا.
الشيخ : ليش؟
الطالب : لأن النهي عام.
الشيخ : لأنّ النّهي عامّ، وهو آثم على كلّ حال، ولو لبس ثوبا من حرير؟
الطالب : كذلك.
الشيخ : تجزئ؟ هاه؟
الطالب : تجزئ.
الشيخ : تجزئ الصّلاة على خلاف فيها، الذين قالوا إنّ الصّلاة تجزئ قالوا: إنّ التّحريم هنا عامّ في الصّلاة وغيرها فلا يبطلها.
والذين قالوا: إنّها لا تجزئ ولا تصحّ، قالوا: لأنّ التّحريم متعلّق بما هوشرط للعبادة وهو السّتر، والثوب هو السّاتر، فصار وجوده كالعدم فأبطل الصّلاة، طيب المهمّ أنّ هذه الأشياء التي ذكرها الرّسول عليه الصّلاة والسّلام تنافي الحكمة الشّرعيّة ولكن لا تبطل الصّوم، لأنّ تحريمها ليس خاصّا به.
ومن فوائد الحديث: إثبات الحاجة لله، ولكن الحاجة إن أريد بها الاحتياج فهذا؟
الطالب : منفيّ.
الشيخ : منفيّ عن الله عزّ وجلّ، لأنّ الله سبحانه وتعالى يقول: (( ومن كفر فإنّ الله غنيّ عن العالمين )) ، فهو سبحانه وتعالى غنيّ عن كلّ أحد، وكلّ أحد لا يستغني عن الله.
أمّا إذا أريد بالحاجة الإرادة فهذه جائزة، فإنّ الله تعالى يريد من عباده بشرع الصّوم أن يتجنّبوا هذه الأشياء المحرّمة.
وأمّا القسم الأوّل فممنوع، نظير ذلك: الأسف هل هو ثابت لله أو منفيّ عنه؟
الطالب : ثابت.
الشيخ : إن أريد بالأسف الغضب فهو ثابت لله، وإن أريد بالأسف الحزن على ما مضى فليس بثابت له، قال الله تعالى: (( فلمّا آسفونا انتقمنا منهم )) قال المفسّرون: معناها أغضبونا، فلمّا أغضبونا انتقمنا منهم، وليس المعنى آسفونا أي: ألحقوا بنا الأسف الذي هو الندم والحزن لأنّ هذا أمر ممتنع في حقّ الله عزّ وجلّ.
طيب ومن فوائد الحديث قلت: إثبات الحاجة لله عزّ وجلّ.
لكن هذه الحاجة يراد بها؟
الإرادة.
طيب ومن فوائده أيضا: إثبات الحكمة من الشّرائع، لقوله: ( فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) ، ولكن يريد الله منّا أن ندع قول الزّور والعمل به والجهل.
لو قال قائل هل في الصّيام فوائد غير تلك، هاه؟
الطالب : نعم.
الشيخ : قلنا: نعم فيه فوائد، ولنذكر منها ما تيسّر:
منها: معرفة الإنسان قدر نعمة الله عليه بتيسير الأكل والشّرب والنّكاح أيضًا إذا كان متزوّجًا، وجه ذلك أنّ الإنسان لا يعرف قدر النّعمة إلاّ بضدّها، كما قيل: " وبضدّها تتبيّن الأشياء " ، فالإنسان الشّبعان ما يعرف ألم الجوع ، فإذا جاع وعطش عرف ألم الجوع وعرف قدر النّعمة بالغنى.
ومنها: أنّ الإنسان يذكر أخاه الفقير الذي لا يقدر على الأكل والشّرب فيرحمه ويتصدّق عليه ولاّ لا؟
الطالب : بلى.
الشيخ : طيب، ومنها أيضًا كسر النّفس عن الأشر والبطر، لأنّ الإنسان إذا فقد الأكل والشّرب وذاق ألم الجوع والعطش فإنّ نفسه التي تعلو في غلوائها تهبط وتعرف أنّها في ضرورة إلى ربّها عزّ وجلّ فتنكسر حِدّة النّفس.
ومنها: أيضا أنّه يضيّق مجاري الشّيطان، وهي مجاري الدّم، ( والشّيطان يجري من ابن آدم مجرى الدّم ) ، فإذا ضاقت المجاري عليه قلّ سلوكها.
ومنها أيضا: أنّه يذيب الفضلات التي في الجسم، فإنّ الجسم مع كثرة الأكل والشّرب قد يكون فيه فضلات كثيرة متحجّرة ورواسب، فإذا صام فإنّ الجسم يضمر حتى تخرج هذه الفضلات والرّواسب.
ومنها أيضا: أنّه يحمل المرء على التّقوى والعبادة، ولهذا نرى النّاس في رمضان يكثرون من العبادة أكثر منها في غير رمضان، فإنّه يحملهم على التّفرّغ للعبادة وذكر الله سبحانه وتعالى وقراءة القرآن، فيه شيء بعد؟
الطالب : التّقوى.
الشيخ : التّقوى ذكرناها هي الأولى.
الطالب : يعف الشاب.
الشيخ : هاه؟
الطالب : الشاب.
الشيخ : إيش؟
الطالب : الشّابّ.
الشيخ : الشّام؟
الطالب : الشّاب.
الشيخ : الشّابّ بالباء؟
الطالب : أي.
الشيخ : على إيش؟
الطالب : على كفّ الشّهوة.
الشيخ : أي صحّ، نعم قد تدخل في كفّ النّفس، لكنّها قد تذكر لأنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم نصّ عليها: أنّها تساعد الشّابّ على تحمّل الصّبر على النّكاح، لقول الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: ( ومن لم يستطع فعليه بالصّوم ) أي نعم.
الطالب : كمال العبوديّة الفرد.
الشيخ : كمال عبوديّة الفرد.
الطالب : ذلك أنه إنما يتعلّق بالبدن في كفه عن محبوب.
الشيخ : أي يعني إتمام؟
الطالب : نعم إتمام.
الشيخ : إتمام أنواع العبادة، لأنّ التّكليف الذي كلّف الله به عباده إمّا بذل محبوب أو كفّ عن محبوب كذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : أو نوع من تعب البدن، بذل المحبوب كالمال في الزّكاة، الكفّ عن المحبوب كالصّيام، إجهاد النّفس بالعمل كالصّلاة والحجّ والجهاد وما أشبه ذلك، نعم؟
الطالب : بلوغ مقام الإحسان لأنّ الصّائم قد يكون في مكان لا يطّلع عليه أحد ومع ذلك لا يفطر.
الشيخ : نعم، أي نعم، هذه بلوغ رتبة الإحسان .
الطالب : قول الرسول عليه الصّلاة والسّلام ...
الشيخ : أيه، ما تقولون في هذه؟
الطالب : فيها بعد.
الشيخ : هههه، كيف؟ يعني يمكن أن نقول أنّ الإنسان يتذكّر ألم الجوع والعطش في الآخرة؟
الطالب : ما يخطر على باله.
الشيخ : هاه؟
الطالب : ما يخطر على بال كثير من الصّائمين.
الشيخ : على كلّ حال ، لا لا تدخل المستشفى أنّ الله أبرأها، نعم؟
الطالب : شيخ في الحمية.
الشيخ : ذكرناها، الحمية .
هذه بعض النّاس ما يبي هذا أبد.
الطالب : قول الزور ؟
الشيخ : هاه؟
الطالب : قوله: ( من لم يدع قول الزّور ) .
الشيخ : معناه أنّ الصّائم ينبغي له أن يتجنّب هذا الشّيء.
الطالب : أن يتجنّب هذا الشّيء.
الشيخ : أي ما فيه شكّ، نعم؟
الطالب : فيه قاعدة مثلا المترفين.
الشيخ : أي نعم.
الطالب : ...
الشيخ : نعم ربّما نكتب هذه، إبراهيم ما عندك شيء أنت ؟
الطالب : لا ما عندي إلا
الشيخ : أي صحيح.
الطالب : يا شيخ ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : عندي غيرها.
الشيخ : طيب ما هي يا محمّد؟ وش هي؟
الطالب : يعني أنّ كثيرا ممّن يشربون الدّخان.
الشيخ : أي.
الطالب : وأيضا الذين يستعملون ..
الشيخ : القات.
الطالب : شم ال ...
الشيخ : نعم نعم.
الطالب : وربّما زاد.
الشيخ : أي نعم، هو ربّما إذا تغذّى قلبه في اللّيل مثلا قد يكون هذا يمتدّ إلى اللّيلة الثانية.
الطالب : مهو يا شيخ ... عليه الصلاة والسلام تنام عينه وقلبه لا ينام.
الشيخ : هو على كلّ حال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام كما قلت : تنام عيناه ولا ينام قلبه، ثمّ هو في العشر الأواخر من رمضان هو لا ينام، يحيي اللّيل كلّه، والقضيّة هذه النّهي كان في العشر الأواخر لأنّه ما بقي إلاّ يومين، نعم يا عبد الله؟
الطالب : شيخ ليس في الوصال مخالفة؟
الشيخ : إيش؟
الطالب : أقول الوصال ليس فيه مخالفة لتعجيل الفطر ، فإذا واصل ألا يفوته هذا ؟
الشيخ : أي وش فيها يعني؟
الطالب : ما فيه مخالفة؟
الشيخ : لا شكّ أنّه تفويت للأفضل، يعني حتى لو واصل للسّحر فإنّه مفوّت للأفضل، إذ أنّ الأفضل أن يبادر بالفطر.