تتمة فوائد حديث (أول ما كرهت الحجامة ... ). حفظ
الشيخ : هاه؟
الطالب : الفوائد.
الشيخ : من الفوائد : هل يلحق بالحجامة غيرها كالفصد والتّشريط أو لا؟
في هذه المسألة خلاف بناء على أنّه هل الحكمة معقولة أو هو تعبّدي؟
إن قلنا: إنّه تعبّديّ فلا قياس، لأنّ القياس إلحاق فرع بأصل في حكم لعلّة جامعة، إلحاق فرع وهو المقيس، بأصل وهو المقيس عليه، في حكم لعلّة جامعة فإذا كان الحكم تعبّدّيا أي غير معقول العلة ، فإنّه يمتنع القياس لفوات ركن من أركانه وهي العلّة.
فمن قال: إنّه تعبّديّ وهو المشهور من المذهب قال: إنّه لا يلحق الفصد والتّشريط بالحجامة، وأنّ الصّائم لو شَرَّط أو فصد فإنّه لا يفطر بذلك، وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله عند أصحابه.
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " أنّ الشّرط والفصد بمعنى الحجامة فيلحق بها " ، فلا يجوز للصّائم أن يفصد أو أن يشرط .
وكذلك أخذ الدّمّ من الإنسان ليحقن في غيره ينبني على هذا، فإذا أخرج من الإنسان دم يحقن في غيره وكان كثيراً بحيث يؤثّر على البدن كما تؤثّر الحجامة فإنّه ينبني على ما سمعتم، هل يلحق بالحجامة غيرها أم لا؟!
فإن قلنا: يلحق قلنا إنّ هذا يفطر، وإلاّ فلا، وعلى القول بأنّه يلحق بها ما يساويها:
إذا طلب من شخص أن يتبرّع بدم لآخر فإن كان صومه نفلا فلا حرج عليه، لأنّه يجوز للصّائم نفلا أن يفطر بدون عذر.
وإن كان صومه فريضة نظرنا: إن كان المريض مضطرّاً إلى ذلك بحيث يخشى عليه الموت إن لم يُحقن به قبل المغرب ففي هذه الحال يجب على الصّائم أن يتبرّع بدمه ويفطر، لأنّه يجب إنقاذ الغريق والحريق ولو أدّى إلى الفطر، وفي هذه الحال يعني إذا تبرّع بدمه وأفطر يجوز أن يأكل ويشرب وإلاّ لا؟
يجوز، لأنّ القاعدة عندنا أنّ كلّ من أفطر في رمضان بسبب يبيح الفطر فله الأكل والشّرب بقيّة النّهار، لأنّ الإمساك لا فائدة منه ما دام أنّ الشّارع قد أذن له في الأكل والشّرب، فلا حرج، ولولا ذلك لقلنا: إنّ المريض لا يجوز له أو يأكل أو يشرب ولو كان قد أفطر من أجل المرض إلاّ إذا جاع حتى خيف عليه، أو إذا عطش حتى خيف عليه، نعم مع أنّه يجوز أن يأكل ويشرب كما شاء.
طيب أمّا الدّم اليسير كالدّم الذي يؤخذ للفحص أو الدّم الذي يكون بقلع السّنّ أو بقلع الضّرس أو ببطّ الجرح أو ما أشبه ذلك فإنّه لا يؤثّر قولًا واحدًا، وما علمنا أن أحدًا قال بتأثيره، لكن الدّم الخارج من الضّرس أو السّنّ لا يبتلع لأنّه إذا بلعه أفطر من أجل إيش؟
من أجل أنّه شرب دما، لا لأجل أنّه خرج منه دم.