فوائد حديث ( من نسي وهو صائم ، فأكل أو شرب ...). حفظ
الشيخ : يؤخذ من هذا الحديث فوائد كثيرة:
أوّلًا: جريان النّسيان على بني آدم نعم، لقوله: ( من نسي ).
وثانيًا: أنّ النّسيان لا يقدح في الإنسان، ليش؟
لأنّه من طبيعة الإنسان، ولو كان سببًا للقدح لما عُذر به الإنسان.
ثانيًا: أنّ ما ترتّب على النّسيان فلا إثم فيه، نعم، من أين يؤخذ؟
قال: ( فليتمّ صومه ).
ويتفرّع من هذه القاعدة: أنّ من نسي آية من القرآن فلا إثم عليه، نعم، وما ورد في التّشديد في من نسي آية من القرآن إن صحّ، فهو محمول على من نسيه بسبب إعراضه وعدم مبالاته، وأمّا من نسيه أو شيئاً منه لأمر لا بدّ له منه في معاشه ومعاده فإنّه لا إثم عليه، وثبت عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أنّه نسي بعض آيات القرآن وذُكِّر بها فصلّى ذات يوم أو ذات ليلة وأسقط آية من القرآن، فلمّا انصرف ذكّره بها أبيّ بن كعب، فقال: ( هلاّ كنت ذكّرتنيها؟ ) .
ومرّ ذات يوم ورجل في بيته يصلّي يتهجّد فسمعه يقرأ عليه الصّلاة والسّلام فقال: ( رحم الله فلاناً لقد ذكّرني آية كنت أُنسيتها ) ، وعلى هذا فلا لوم على الإنسان في ما ليس من كتاب الله بشرط أن لا يكون ذلك على سبيل الإعراض وعدم المبالاة، طيب هاه؟
الطالب : الأسئلة.
الشيخ : الأسئلة؟
" وليس كلّ خلافٍ جاء معتبراً *** إلاّ خلافا له حظّ من النّظر ".
الطالب : أعد يا شيخ؟
الشيخ : " وليس كلّ خلافٍ جاء معتبرا *** إلاّ خلافا له حظّ من النّظر " .
فيه خلاف ما نعتبره ولا نلتفت له، لكن الخلاف المبني على أدلّة تكاد تكون متكافئة، حينئذ يحتاط الإنسان.
أمّا إذا تبيّن الحقّ فإنّ الاحتياط في اتّباع الحقّ لا في التّشديد ولا في التّيسير، الاحتياط في ما دلّ عليه الحقّ، نعم محمّد؟
الطالب : هل الكبسولة مفطرة على القول بأنها ليست غذاء؟
الشيخ : ههههه.
أي، هو على كلّ حال: كلام الشّيخ رحمه الله ليس يعني أنّ ما كلّ ما وصل إلى المعدة لا يفطر، لأنّ ما سمّي أكلا أو شربا مطلقا حتى وإن كان لا يموع أو كان لا يغذّي هذا هو الصّحيح، وإلاّ بعض العلماء يقول: إذا ابتلع ما لا يموع أو لا يغذّي فإنّه لا يفطر، ومثّلوا ذلك بأن يبتلع خرزة لا تموع ولا تغذّي وأمّا الكبسولة فإذا وصلت هناك تنفجر.