فوائد حديث ( من ذرعه القي فلا قضاء عليه ...). حفظ
الشيخ : فيستفاد من هذا الحديث عدّة فوائد:
أوّلًا: أنّ الاستيقاء مفسد للصّوم لقوله؟
الطالب : ( ومن استقاء فعليه القضاء ).
الشيخ : ( ومن استقاء فعليه القضاء ) نعم.
ثانيًا: حكمة الشّارع في أنّه ينبغي للإنسان أن يكون مع نفسه عدلاً في معاملتها، لأنّه إذا صام ثمّ استقاء بقي بطنه خاليًا من الطّعام والشّراب، والشّارع أمرنا أن نتسحّر ليكون في بطوننا ما يعيننا على الصّوم، فإذا أخرجنا ما في البطن هذا يكون غير عدل، فمن ثَمّ صار هذا سبباً مفطّرًا فيفطر به الإنسان، وهو نظير الحجامة من بعض الوجوه، ونظير الجماع أيضًا من بعض الوجوه، لأنّ الجماع يخرج من الإنسان الماء وهو موجب للفتور، وضعف البدن، فكان من الحكمة أن يفطّر.
انظر الآن حكمة الشّرع: إن تناول الإنسان ما يغذّي بدنه وهو صائم أفطر لأنّ ذلك يفقده حكمة الصّوم.
وإن أخرج ما عليه اعتماد بدنه كذلك أفطر، وهذا من الحكمة، فلا تدخّل على بدنك شيئا ولا تخرج منه شيئاً، خلّيك معتدل، خلّي كلّ شيء على طبيعته.
ومن فوائد الحديث أيضًا: أنّ ما غلب الإنسان من المحظورات فلا أثر له، كلّ المحظورات إذا كانت بالغلبة فليس عليك شيء، نعم مثاله؟
في الصّلاة: رجل تكلّم بالغلبة، غلبه الكلام ثمّ تكلّم مثل؟
سقط عليه شيء وقال: -أحّ-، هذا غصبا عليه ولاّ لا؟
كلمة أحّ مثل إغماض العين إذا أقبل عليها شيء، الآن عينك إذا أقبل عليها شيء تغمضها بغير اختيارك، هكذا أيضا مثل هذه الكلمة، كذلك أيضا الظّاهر أنّ الموسوس من هذا النّوع، لأنّ فيه ناس نسأل الله العافية موسوسون يغلبهم الكلام، يتكلّم غصبا عليه، الظاهر أنّ هذا من هذا النّوع، ويدلّ لهذا قوله تعالى: (( لا يكلّف نفساً إلاّ وسعها )) نعم -دقيقة نكمل هذا البحث- وبعدين لو قال قائل: هل من الغلبه الضّحك ؟ واحد فطن شيء، فطن شيء وكركر.
الطالب : هههههه.
الشيخ : إيش؟ يكركر يعني.
الطالب : يقهقه يعني؟
الشيخ : إيه نعم .
الطالب : حلها ضحك .
الشيخ : طيب، ههههه، وش رأيكم؟
الطالب : يا شيخ من هذا الباب.
الشيخ : طيب، الغريب أنّ الضّحك يقول العلماء: إنّه مبطل للصّلاة مطلقا لأنّه ينافي الصّلاة، ينافي الصّلاة قالوا فهو كالحدث، لأنّ الإنسان لو كان بين يدي شخص مهيب من بني آدم يمكن يضحك قدّامه؟
إلاّ لسبب مباح عند بني آدم، يرى أنّ هذا ما يجوز.
طيب التّبسّم؟ فطن لشيء وتبسّم لكن بدون صوت؟
الطالب : لا يبطل.
الشيخ : هذا لا يبطل الصّلاة، لأنّه ليس من القول، غاية ما هنالك أنّه فعل قد يغلب عليه وقد لا يغلب أيضاً.
إنّما هذا نصّ العلماء على أنّه لا يتبسم، وعلى أنّ التّبسّم لا يبطل الصّلاة وأنّ الضّحك يبطلها مطلقا وعلّلوا ذلك بأنّه نوع استخفاف بالله عزّ وجلّ الذي وقف بين يديه .
ولكن قد يقول قائل: إنّ الضّحك إذا كان غصبا على الإنسان نعم، افرض أنّ الرّجل حاضر بين يدي الله عزّ وجلّ ولا يهوجس، لكن سمع شيئا لا بدّ يضحكه لأنّ هذا أحيانا يقع ؟
الطالب : الضحك ينافي الحضور يا شيخ .
الشيخ : هاه؟
الطالب : الضّحك ينافي الحضور.
الشيخ : أبدًا يا أخي، لأنّ سماع الإنسان غير استماعه، أنا لا أستمع مثلا إلى ناس يتحدّثون حتى ضحكت من حديثهم، لكن .
الطالب : فكر.
الشيخ : ولا فكّرت، لكن غصب سمعت هؤلاء قالوا كلامًا ما يملك الإنسان نفسه إلاّ أن يضحك وضحكت، نعم، ظاهر كلام الفقهاء -رحمة الله عليهم- أنّه يبطل الصّلاة مطلقا، وهذا أنا عندي وإن كان من حيث النّظر فيه شيء لكن من حيث التّربية يكون أحسن للنّاس : إذا قلنا أعد صلاتك ، ما عاد يحاول في المستقبل أن يقهقه أبداً.
إنّما لو قلنا : والله هذا شيء ، قال : لا والله غصبا عليّ ضحكت، قلنا: خلاص ما عليك شيء، إذا كلّ يوم يفكّر بالأشياء المضحكة ثمّ يضحك ويقول: غصبا عليّ.
فإن كان الأمر كذلك فتصحّح بتمثيل في غزوة الفتح، أي نعم.
كذلك بالنّسبة لمسألة : ( فليتقّ الصّائم ) قلنا أنّ أبا داود قال عن يحيى بن معين أنّه منكر، وهو قال لي أنّك قلت: قال البخاري ما أدري؟
الطالب : نعم.
الشيخ : قال البخاري؟
الطالب : نعم، قال البخاري عن ابن معين.
الشيخ : الصّواب قال أبو داود سبحان الله العظيم! قال أبو داود، طيب نرجع الآن إلى مناقشتنا في حديث أبي هريرة .