وعن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما :( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنباً من جماع ، ثم يغتسل ويصوم ). متفق عليه . وزاد مسلم في حديث أم سلمة : ولا يقضي . حفظ
الشيخ : ثمّ قال: " وعن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنباً من جماع، ثم يغتسل ويصوم ) متفق عليه.
وزاد مسلم في حديث أم سلمة: ( ولا يقضي ) "
:
قولها: ( كان يصبح ) : ذكر أهل العلم أنّ كان تفيد الاستمرار لكن لا دائما بل غالبا إذا كان خبرها فعلا مضارعا، فإنّها تفيد الاستمرار غالبا ولكن ليس بدائم، ويدلّ على أنّها لا تفيد الاستمرار دائما أنّ الواصفين لصلاة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام تجدهم يقولون: كان يقرأ في صلاته كذا، والآخر يقول: كان يقرأ كذا وكذا، في صلاة الجمعة كان يقرأ بسبّح والغاشية، كان يقرأ بالجمعة والمنافقين، وهذا يدلّ على أنّ كان لا تفيد الدّوام دائما، بل تفيده غالبا.
وقولها: ( يصبح جنبا من جماع ) : هل نقول إنّ قولها : من جماع من باب التّوكيد أو من باب الإحتراز؟
الطالب : الإحتراز.
الشيخ : هاه؟
الطالب : الإحتراز.
الشيخ : من باب الإحتراز؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : لأنّه قد يباشر ويكون جنباً بالمباشرة.
الطالب : أو احتلام؟
الشيخ : الاحتلام ممتنع في حقّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام كما قال العلماء: إنّ من خصائصه أنّه عليه الصّلاة والسّلام لا يحتلم .
وقولها: ( من جماع ) : من هذه معناها السّببيّة أي بسبب الجماع.
( ثمّ يغتسل ويصوم ) : ومعنى قولها: ( ويصوم ) أي : يستمرّ في صومه لأنّ الصوم يكون من قبيبل طلوع الفجر لكنّ معناها : ثمّ يصوم أي : ثمّ يتمّ صومه ولا يعدّ ذلك مفسدا .
ثمّ قالت: ( ولا يقضي ) : وهذا النّفي في حديث أمّ سلمة لا يحتاج إليه لكن ذكر على سبيل التّوكيد وذلك لأنّ السّكوت على القضاء دليل على؟
الطالب : عدمه.
الشيخ : على عدمه، دليل على عدمه لكن هذا من باب التّوكيد.