عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه :( أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفه ، فقال : يكفر السنة الماضية والباقية . وسئل عن صيام يوم عاشوراء فقال : يكفر السنة الماضية . وسئل عن صوم يوم الأثنين ، فقال : ذلك يوم ولدت فيه ، وبعثت فيه ، وأنزل علي فيه ). رواه مسلم . حفظ
الشيخ : يقول: " عن أبي قتادة رضي الله عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفه، فقال: يكفر السنة الماضية والباقية، وسئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: يكفر السنة الماضية، وسئل عن صوم يوم الاثنين، فقال ذلك يوم ولدت فيه، وبعثت فيه، وأُنزل عليَّ فيه ) " :
هذه ثلاثة أيّام سئل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن صومها :
أوّلا: يوم عرفة، ويوم عرفة هو اليوم التّاسع من ذي الحجّة .
وسمّي بذلك لأنّ النّاس يقفون به بعرفة.
وعرفة اسم موضع معروف يقف النّاس فيه في مناسك الحجّ ، وهو ركن الحجّ الذي لا نظير له في العمرة ، لأنّ أركان الحجّ غير الوقوف لها نظير في العمرة: كالطّواف والسّعي والإحرام، أمّا الوقوف فلا نظير له، ومن ثَمَّ قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( الحجّ عرفة )، ولم يقل: الحجّ الطّواف مع أنّه ركن.
طيب وسمّيت عرفة لعدّة أقوال أصحّها أنّها سمّيت بذلك لأنّها مرتفعة والمادّة هذه: عين، راء، فاء، تدلّ على الارتفاع، ومنه سمّي عَرف الدّيك لأنّه مرتفع، نعم.
فقال: ( يكفّر السّنة الماضية والباقية ) : يكفّر، التّكفير بمعنى: السّتر.
ومعنى يكفّر السّنة الماضية يعني: يستر الذّنوب التي وقعت من الإنسان في السّنة الماضية، وكذلك في السّنة الباقية، وأين السّنة الباقية؟
الطالب : القادمة.
الشيخ : يعني من تسع ذي الحجّة إلى محرّم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لا، لأنّه في عهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم تحدّد السّنوات، وعلى هذا فتكون السّنة الباقية من تاسع ذي الحجّة إلى تاسع ذي الحجّة، نعم.
( وسئل عن صوم يوم عاشوراء ) : يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من محرّم.
الطالب : الصيام يا شيخ!
الشيخ : هاه؟
الطالب : ما تكلّمنا هل يكفّر عن الصّغيرة أو الكبيرة؟
الشيخ : ما بعد جاء الوقت.
طيب يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من محرّم، وصومه مشروع، فأوّل ما قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلّم المدينة وجد اليهود يصومون العاشر من شهر محرّم وقالوا: إنّنا نصومه لأنّ الله تعالى نجّى فيه موسى وقومَه وأهلك فرعون وقومه، فنحن نصومه، فقال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( نحن أولى بموسى منكم فصامه وأمر النّاس بصيامه ).
وقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أنّ صومه كان واجبا ثمّ نسخ بصوم رمضان، فصوم عاشوراء معروف فسئل النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام عن منزلة هذا اليوم، عن منزلة صومه فقال يكفّر السّنّة الماضية فقط، السّنة الماضية عشرة أيّام؟
الطالب : لا.
الشيخ : لأن أول السنة أول يوم من محرم؟
الطالب : لا .
الشيخ : آه، إذن من عاشر محرّم السّابق إلى تاسع نعم، يكفّر السّنة الماضية، ( وسئل عن صوم يوم الاثنين ) وهو معروف فقال: ( فذاك يوم ولدت فيه، وبعثت فيه، وأُنزل عليّ فيه ) عندكم هكذا وأنزل؟
الطالب : أو أُنزل.
الشيخ : أو أُنزل وهذا هو الأقرب: أو أنزل، شكّ من الرّاوي هل قال بعثت أو قال أنزل، ويحتاج هذه أن تحرّر بالرّجوع إلى أصل مسلم في الدّرس القادم إن شاء الله تعالى.
لأنّ فيه احتمال أن تكون بالواو وفيه احتمال أن تكون بأو.
طيب نقول: هذا الحديث فيه سؤال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن صوم هذه الأيّام الثّلاثة، ما هي يا عبد العزيز؟
الطالب : عرفة وعاشوراء ويوم الاثنين.
الشيخ : عرفة وعاشوراء ويوم الاثنين، سئل النّبيّ عن هذه الأيّام الثلاثة فبيّن حكمها عليه الصّلاة والسّلام.
قال في عرفة: ( يكفّر السّنة الماضية والباقية ) يكفّر تقدّم شرحها.
وعن عاشوراء فقال: إنّه يكفّر الماضية فقط، ويوم الاثنين قال: ( ذاك يوم ولدت فيه وبعثت فيه أو أنزل عليّ فيه ).