فوائد حديث ( ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله ...). حفظ
الشيخ : يستفاد من هذا الحديث: فضيلة الصّوم في سبيل الله، وعلى الاحتمال الثاني: فضيلة الإخلاص، وأنّ العمل المخلص فيه يكون ثوابه أكثر.
وفي الحديث: إثبات النّار لقوله: ( باعد الله بذلك اليوم عن وجهه النّار سبعين خريفا ) .
وهل هي موجودة الآن؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، هي موجودة الآن بدلالة الكتاب والسّنّة وإجماع السّلف، أمّا الكتاب ففي قوله تعالى: (( واتّقوا النّار التي أعدّت للكافرين )) : والإعداد بمعنى التّهيئة.
وأمّا السّنّة فإنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عرضت عليه النّار وهو يصلّي صلاة الكسوف، حتى تأخّر مخافة أن يصيبه من لفحها ورأى فيها النّاس يعذّبون، رأى عمرو بن لُحي الخزاعي، ورأى صاحب المحجن الذي يسرق الحجّاج بمحجنه، ورأى صاحبة الهرّة التي تعذّب في هرّة حبستها لا أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض.
وهل هي مؤبّدة؟
نعم، هي مؤبّدة أبد الآبدين، النّار مؤبّدة أبد الآبدين، لا تنقطع ولا ينقطع عذابها، ولا يخرج منها أهلها، قال الله تعالى في آيات ثلاث من القرآن: (( خالدين فيها أبدًا )) محمّد .
الطالب : في غيرها .
الشيخ : هاه؟
السائل : في غيرها ؟
الشيخ : هذه ثلاث مواضع.
السائل : قولا واحدا؟
الشيخ : وش قولا واحدا؟
السائل : ...
الشيخ : هاه؟ ما أذكر القصّة، يجب أن تمشوا عليها، المتشابه من النّصوص يردّ إلى؟
الطالب : المحكم.
الشيخ : إلى المحكم فيبقى محكما، و (( خالدين فيها أبدا )) واضحة ما فيها إشكال، نعم.
وقد علّق شيخنا عبد الرّحمن بن سعدي رحمه الله على شفاء العليل لابن القيم ينتقد هذا القول انتقادا بالغا، يقول: كيف يقال هذا القول؟
وكيف ابن القيّم يرجّح هذا القول؟
أي نعم وهذا صحيح يستغرب يعني: لكن لكلّ جواد كبوة، هذا يدلّك على أنّ الإنسان مهما بلغ من العلم ومهما بلغ من الأمانة فإنّه قد يخطأ.
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم مرّت علينا، أي نعم.
المهمّ على كلّ حال حتّى لو قالها وهو أمامنا الآن قال: إنّ النّار أنّها تفنى قلنا غفر الله لك يا ابن القيّم وعفا عنك، أعد النّظر في النّصوص مرّة ثانية ويتبيّن لك.
الطالب : أنت يا أخي ؟
الشيخ : أنت يا أخي، والله ما ودّي أنّ هذه تقع منك شوف لا تسأل عن من خالفه أبدا مهما كان هذا واضح، ما فيه إشكال، ولهذا العلماء عدّوه من معتقد أهل السّنّة والجماعة أي نعم.