وعن نبيشة الهذلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أيام التشريق أيام أكل وشرب ، وذكر الله عز وجل ). رواه مسلم . حفظ
الشيخ : " وعن نُبيشة الهذلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أيامُ التشريق أيامُ أكل وشرب وذكر الله عز وجل ) رواه مسلم.
وعن عائشة وابن عمر رضي الله عنهما قالا: ( لم يرخَّص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي ) رواه البخاري "
:
قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( أيّام التّشريق ) : أيّام التّشريق ثلاثة أيّام بعد يوم النّحر ، وسمّيت أيّام تشريق: لأنّ النّاس يشرّقون اللّحم، يشرّقونه أي: يضعونه في الشّمس بعد أن يشرّحوه.
كان في الزّمن السّابق يشرّحون اللّحم ثمّ يضعونه في الشّمس لييبس لم يكن عندهم فريزرات أو ثلاّجات يحفظون بها اللّحم من التّغيّر، فطريقتهم في حفظ اللّحم هي هذه: أن يشرّح اللّحم ثمّ يشرّقه في الشّمس حتى ييبس.
وهذه الأيّام الثّلاثة أيّام تشريق، لأنّ النّاس يذبحون فيها الأضاحي والهدايا. وقوله: ( أيّام أكل وشرب ): أمّا كونها أيّام أكل فواضح، وش الأكل الذي يؤكل فيها؟
اللّحم، لحوم الهدايا والأضاحي لكن شرب؟
الطالب : تابع.
الشيخ : طيب، إن كان في الشّتاء؟
المراد بذلك أنّها أيّام وضعت لهذا الأمر: للأكل والشّرب، يعني: ليس فيها صيام، والله عزّ وجلّ يقول في الصّيام: (( وكلوا واشربوا حتى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر )).
فالمعنى: أنّ هذه الأيّام وضعت شرعا لأن تكون أيّام أكل وشرب لا صوم. طيب وقوله: ( وذكر لله ) نعم هي أيّام ذكر لأنّها الأيّام المعدودات التي قال الله تعالى فيها: (( واذكروا الله في أيّام معدودات فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخّر فلا إثم عليه لمن اتّقى )) فهي أيّام ذكر، ما نوع هذا الذّكر؟
نوعه التّكبير : " الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلاّ الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد " ، أو على ثنتين ثنتين : " الله أكبر الله أكبر لا إله إلاّ الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد " ، هذا الذّكر المشروع فيها.
وربّما يقال: إنّ هذا هو الذّكر الخاصّ المشروع، أمّا الذّكر على سبيل العموم فيبنغي فيها الإكثار من ذكر الله عزّ وجلّ.
فهنا يقول الرّسول عليه الصّلاة والسّلام إنّ هذه الأيّام كانت لهذا الغرض أو وضعت لهذا الغرض فلا ينبغي للإنسان أن يغفل فيها عن ذكر الله لأنّها أيّام ذكر .
طيب، وقوله: ( عزّ وجلّ ) عزّ بمعنى: قهر وغلب، وجلّ بمعنى: عظم.
أمّا عزّ فإنّه -أعني هذا الفعل- له نظير في الأسماء ما هو؟
الطالب : العزيز.
الشيخ : العزيز، وأمّا جلّ فلا يحضرني أنّ له نظيراً في الأسماء: الجليل، نعم لكنّه يوصف بأنّه الجليل ولا يسمّى به إلاّ إذا ثبت عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أنّ من أسماء الله الجليل.