فوائد حديث ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم من الأيام يوم السبت ...). حفظ
الشيخ : طيب هذا الحديث يفيد: بأنّه لا يكره صوم يوم السّبت ولا صوم يوم الأحد.
ويفيد أيضا: أنّه ينبغي للمسلم مخالفة أهل الكتاب في أعيادهم، وبه نعرف سفه أولئك الذين يقدّمون التّهاني والهدايا للمشركين في أعيادهم، وأنّ هؤلاء والعياذ بالله ضعيفوا دين، وسفهاء، قال ابن القيّم: " إنّ العلماء اتّفقوا على تحريم تقديم الهدايا لهم والرّضا بأعيادهم الدّينيّة وتهنأتهم بها أيضًا " ، محرّم ، لأنّ تهنئتهم بعيدهم الذي يتعبّدون لله به يدلّ على الإعجاب والرّضا بدينهم وهذا خطير قد يؤدّي إلى الكفر.
أمّا تهنئة الإنسان منهم بولد يولد له أو بمال يحصل له فهذا لا بأس به إذا كانوا يفعلون ذلك بنا.
ويستفاد من هذا الحديث: أنّ اليهود والنّصارى مشركون وليسوا من أهل الدّين، لقوله: ( إنّهما يوما عيد للمشركين ).
ويستفاد منه: أنّه ينبغي لنا أن نتقصّد مخالفة المشركين، لقوله: ( أريد أن أخالفهم ) : والإرادة بمعنى القصد ، فأنت أيّها المسلم مطلوب منك أن تخالف المشركين في كلّ ما هو من خصائصهم الدّينيّة والعاديّة، كلّها، وقد قال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( من تشبّه بقوم فهو منهم ).
هل يشمل ذلك التّشبّه بهم فيما يختصّ من تاريخهم وما أشبه ذلك؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : الجواب: نعم، وقد نصّ الإمام أحمد على ذلك، فقال: " أكره التّوقيت أو قال التّاريخ بآذرناه " : هو أحد أشهر الأفرنج، وبه نعرف سفه أولئك القوم الذين استعبدهم النّصارى أو استعمروهم مدّة طويلة وغيّروا تاريخهم كالدّول الإسلاميّة عموماً اللهمّ إلاّ البلاد السّعوديّة والحمد لله، نسأل الله أن يثبّتها، وإلاّ فكلّهم والعياذ بالله استولى عليهم الإستعمار وغيّر، حتّى تاريخهم الهجري هجروه، وصاروا لا يعرفون إلاّ التّاريخ الغربي الإفرنجي، وكان عليهم بمقتضى الإسلام وبمقتضى العروبة أن يحمدوا الله أن نجّاهم من استعمار هؤلاء وأن يزيلوا كلّ أثر للإستعمار، هذا الواجب عليهم.
أمّا أن يُبقوا على آثار الإستعمار في هذه الأمور هذا خطأ عظيم، وهم محاسبون أمام الله عزّ وجلّ يوم القيامة، كلّ من له قدرة على تغيير هذه الأشياء ولم يفعل فإنّه محاسب على ذلك أمام الله يوم القيامة.
لأنّنا نعجب لو سئل الإنسان أيّ واحد من المسلمين: هل تحبّ أن تتبع طريق الصّحابة والتّابعين والأمّة الإسلامية إلى وقت الإستعمار في التّاريخ والتّوقيت أو تحبّ أن تتابع هؤلاء الكفّار؟
إذا كان مسلما حقيقة قال: أريد الأوّل، طيب حتى وهو عربيّ لو كان عربيّا حقيقيّا تاريخ العرب ما هو؟ توقيتهم؟
الطالب : الهجري.
الشيخ : الهجري لا شكّ، لأنّ العرب قبل الإسلام ليس عندهم تاريخ فلمّا جاء الإسلام وكان في عهد عمر رضي الله عنه أرّخ التّاريخ فصار إسلاميّا عربيّا ومع ذلك كان هؤلاء الآن مازالوا يوقّتون به، حتّى إنّ بعض المدرّسين عندنا لما كنت أدرّس في المعهد يقول: والله ما عرفت الأشهر العربيّة ربيع وربيع وجمادى إلاّ بعد ما جئت هنا! ليش؟
لأنّ المعروف عندهم الافرنجيّة هذه، كما أنّنا الآن ما نعرف الإفرنجيّة هذه لو تقول لي : عدّها أقول: ما أعرفها، أسماؤها ما أعرفها وترتيبها أيضا، الحمد لله الذي هدانا للطّريق السّليم، كذلك هم ما يعرفونها لأنّهم ما علّموها ولا تعلّموها.